إنّ العادة التي درج عليها المسلمون هي أنّ ما يريدون قولهَ هو صحيحٌ حتى و إن لم يكن شيءٌ من الصّحةِ فيه, فالأمر إذًا لا علاقة له بالمنطق و لا بأيّة قاعدة أو ضوابط قانونية أو علميّة أو لغوية, فحين يريد المسلمون نصب الفاعل أو رفع المفعول به فإنّ هذا من حقّهم لأنّه يحقّ لهم ما لا يحقّ لغيرهم, و لأنّهم الأعلون و غيرهم الأسفلون. هذه الأوهام التي عششت في أفكار المسلمين ورؤوسهم بقيت عليها كما هي لا بل زادت سوءًا و تحريفًا و تشويهًا, إذا تمّ تصحيح ورقة في امتحان مادّة اللغة العربيّة من قبل مدرس اللغة العربية أو اللجنة المكلّفة بتدقيق الأوراق لوضع علامات يستحقها صاحبها, فما بالك عندما يعرب أحدهم جملة إنّ الولدَ نشيطٌ, إنّ حرف يدخل على الجملة الإسمية فيرفع الإسم و ينصب الخبر, فبماذا يمكن أن يُجيبه المدقق؟ هل يقول له مرحى؟ أم يضع له علامة الصّفر, و لو تقدّم إله القرآن لامتحان اللغة العربية لما حصل سوى على علامة هي الأدنى, و نفس الأمر في أخطائه العلمية و التاريخية و الجغرافية و هي كثيرة جدًّا. المسلمون لا يُريدون أن يروا هذه الورطة التي وقع فيها إلههم فيحاولون مُستميتين خلق مبرّرات و حجج و دواعٍ لا يقبلها أي عقل أو منطق, تمامًا كما في ولادة نبيهم فهو ولد بعد وفاة أبيه بأربع سنوات فيأتي فقهاء الدين و علماؤهم ليقولوا نعم يمكن أن يظلّ الجنين في بطن أمه لمدة 4 سنوات و ربّما أكثر. هل توجد سخافة فكر و تفاهة تبرير أكثر من هذه؟ جميع البشر تحمل بهم أمّهاتهم من سبعة إلى تسعة شهور إلّا محمدًا الوحيد في العالم منذ نشأة الكون و لغاية اليوم بقي في بطن أمه لمدة 4 سنوات؟ والله العظيم لو سألت مجنونًا لما صدّق ذلك فكيف لو سألت عاقلًا؟ لكنْ مِنْ جهةٍ أخرى فربّما يكون معهم الحقّ فهم لا يُريدون الاعتراف بأنّ نبيّهم ابن زنى لهذا يحاولون قدر المستطاع أن يبرّروا هذا, لكن بدون أيّة نتيجة و قد فهم كثيرٌ من المسلمين بعض الحقائق الخطيرة لهذا تركوا الإسلام ومعهم كلّ الحقّ بذلك. لكن هل سأل المسلمون عن أسباب تأخّرهم و تخلّفهم و انحدارهم إلى هذا الدّرك من المستوى في جميع مناحي الحياة؟ بالتأكيد لا فهم يعيشون على هامش الحياة أمّة غير منتجة تستهلك فقط و لديها معايير للكفر و التّكفير و للإقصاء بعيدًا عن أيّ فكر تنويريّ يمكن أن يُخرجهم من هذا القمقم الظلامي المظلم. لهذا لا أستغرب البتّة حين أسمع منهم ما لا يُمكن أن يقبله عقل و لا ما يستسيغه ضمير و لا أن تبرّره أخلاق أو قوانين وضعيّة, فلديهم شذوذٌ غريب و كثير في طرق تفكيرهم و سلوكهم و نظرتهم للآخر و في التّعامل مع الغير, لكونهم لا يثقون بأنفسهم و لا بما هم عليه من فكر و معتقد و دين. فالتّعصّب الأعمى و التّشدد المقيت نتائجه خراب و دمار و فشل و تخلّف و جهلٌ و ظلاميّة فكر و كراهية و أحقاد لا طائل منها وقد قادهم و يقودهم و سيقودهم إلى الهلاك. هذا هم المختصر المفيد للإسلام البارحة و اليوم و غدًا.