عُرِف العرب و المسلمون عمومًا بازدواجية المعايير فما يكون لصالحهم مقبول و نفس الحال إذا كان لغيرهم فهو مرفوض.
عندما قامت عناصر حماس الإرهابية باختراق السياج الأمني لقطاع غزة و التوغّل بشكل همجي حيواني شرس على المستوطنات الإسرائيلية و ممارسة أعمال القتل و التدمير و الأسر لاحظنا و سمعنا أصوات العرب و المسلمين ترتفع من كل مكان و هي تكبّر و تتباهى و تفتخر و هي تكرّر لأكثر من مرات متتالية عبارة الله اكبر اللهُ اكبر تعبيرًا عن الشعور بالسعادة لمشاهدتهم هذه المناظر المرعبة و هم يتشفّون بغلّهم و أحقادهم و كراهيتهم للاسرائيليين. بينما نراهم هم أنفسهم اليوم لدى عرض صور الدمار الذي أحدثه الهجوم الاسرائيلي على غزة كردّ فعل لما قامت به حماس. لم نعد نسمع عبارة الله اكبر الدالّة على الانتصار بل عبارة حسبي الله و نعم الوكيل و هي عبارة الشعور بقلّة الحيلة و بالهزيمة. مناظر الرعب التي شاهدتموها في المستوطنات الإسرائيلية و صور أسرى اسرائيل لم نسمع منكم عبارة حسبي الله و نعم الوكيل كتعاطف منكم أيها العرب مع هؤلاء الأسرى و القتلى أمّا اليوم نسمع ذلك منكم بألم و توجّع و حسرة فأنتم قوم النّفاق بكلّ صراحة. لا أحد يستطيع الوقوف مع أيّ حرب أو قتل إلّا أنتم لانّكم عشّاق حروب و غزوات و سبي منذ تاريخ دعوتكم الاسلامية و لغاية اليوم و عندما لا يكون لكم عدوٌ تخلقون لأنفسكم أعداءً من وسطكم و تاريخكم الدّموي حافل بدلائل كثيرة على ما نقول و شواهد لا يمكن نكرانها. فعندما تكونون المهاجم و المنفّذ ترون بذلك كلّ الحق لكن عندما تكونون المستهدفين فأنتم أشخاص آخرون.
إذًا قتل حماس للاسرائيليين مشروع و قتل إسرائيل لعناصر حماس الإرهابية غير مشروع. الحلّ الوحيد لهذه المشكلة هو عملية سلام شاملة لكلّ المنطقة و من يرفض الحلول هو هذه المنظمات الإرهابية التي تدعمها إيران و تستخدمها في حروب جانبية تتمثل في ميليشيات حزب الله الإرهابي و منظمة حماس الإرهابية و منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية و جماعة الحوتي الإرهابية و الميليشيات العراقية المسلحة التابعة لإيران. العرب و المسلمون يفكّرون بعواطفهم و مشاعرهم دون النّظر الى العواقب و النتائج. فمتى كان الفرس أصدقاءً للعرب؟ أو هم أرادوا الخير لهم؟ العمل كلّه يهدف إلى نشر التشيّع الدّيني الاسلامي في العالم العربي بحجّة الدّفاع عن فلسطين والسؤال لماذا لا تقوم إيران بنفسها بحرب مباشرة ضد إسرائيل تستعيد بها فلسطين كما تزعم منذ قيام دولة الملالي؟ إنّها ترهلات و بروباغاندة معروفة على من لا يعرفها أن يفهم مراميها و بين كلّ هذا و ذاك يدفع الشعب الفلسطيني المسكين و المغلوب على أمره الثّمن في كلّ مرّة. العرب و المسلمون ينقصهم التّفكير بمنطق لانّهم أصحاب العاطفة الجيّاشة مهما تكنْ نتائجها و لهذا فهم دومًا الخاسرون.