حَصَافَةُ شِعْرِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
حَصِيفٌ بانتِقَائِي للمعَانِي ... و للأفكارِ في أغراضِ شِعْرِي
و للألفاظِ مِنْ قاموسِ فِكرِي ... و فِكرِي كاشِفٌ أعماقَ سِرِّ
أخُوضُ البحرَ, ما بِالخَوضِ خَوفٌ ... لأنّ البحرَ للإحساسِ يُجْرِي
أَعِي ما أنتَقِي مِنْهَا, فهذا ... تَعاطِي خِبْرَةٍ جاءَتْ بِوَقْرِ
تَرَى نَصِّي بِأفكارٍ مَلِيئًا ... و أفكارِي على فَيضٍ و غَمْرِ
تُحِسُّ الرُّوحَ تَسرِي في مَدَاهَا ... على إيقاعِهَا يختالُ سِفْرِي
بِعُمْقٍ يَسْبَحُ المَعْنَى رَشِيْقًا ... بِلا تَعقِيْدِ ألفاظٍ و قَهْرِ
نُصُوصِي دائِمًا تَحيا حياةً ... بِها عَزْفٌ على أوتارِ دَهْرِ
إشاراتٌ بِها في كُلِّ صَوبٍ ... صَفَتْ آفاقُها, فاحَتْ بِعِطْرِ
خَبيرٌ بالمَعانِي و الأمانِي ... و بِالإبحارِ فيها دُونَ عُسْرِ
أفِي شُطآنَهَا, منحَى أمَانٍ ... لأنّ الدّافِعَ المَنشُودَ صَبْرِي
بِهذا أسبُقُ الغيرَ اعتِبَارًا ... أرَى الإنسانَ مِنْ هَمِّي و أمْرِي
دِفاعِي عَنْهُ إصرارٌ أكِيدٌ ... لِيَحْيَا سالِمًا مِنْ كُلِّ شَرِّ.