لا فائدةَ مِنَ الماضِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
ما أرَدْنَاهُ مِنَ الماضِي نَرَاهُ ... في أَمَانِيْنَا بَعِيدًا عَنْ مَنَالِ
ليسَ بِالإمكانِ أنْ يَأتِي بِيَومٍ ... مَرّةً أُخرَى, و هذا بِالمُحَالِ
إنَّه الماضِي و قد وَلَّى كَعَهْدٍ ... صارَ في ذِكرَى و بَعْضٍ مِنْ مَآلِ
رُبَّما يَقْوَى حَنِينٌ ذاتَ يَومٍ ... نَحْوَهُ مَسْعَى دَوَاعِي ارْتِحَالِ
قد مَضَى, ظلَّتْ بَقَايَا ذِكْرَيَاتٍ ... سَطَّرَتْ تَأثيرَهَا في بَعْضِ حَالِ
عندَما تَدعُو لِأمرٍ في حُضُورٍ ... ما لِماضٍ أيُّ مَعْنًى في مَجَالِ
ليسَ يُغْنِي واقِعًا في بَثِّ رُوحٍ ... إنَّهُ أمسَى حَدِيثًا مِنْ خَيَالِ
بَعْضُنَا ماضِيْهِ دومًا في حُضُورٍ ... ما لَهُ داعٍ لِجَهدٍ أو نِضَالِ
إنّهُ باقٍ على مَورُوثِ إرثٍ ... ليسَ يَدرِي قد تَلاشَى في زَوَالِ
رَبَّما يَخْشَى مِنَ التّجدِيدِ لكنْ ... مُحْبَطُ المَسْعَى و يَدعُو للسُّؤَالِ
هَلْ إذا الماضِي بذاكَ الوقتِ كانَ _ المُنْتَهَى مِنهُ بِسُوءٍ و ابْتِذالِ
نافِعٌ في عَصْرِنَا هذا بِشَيءٍ؟ ... مَنْ يُجِيبُ الرَّدَّ في مَنْحَى مَقَالِ؟