تَعَالَيْ عَنْ حُروفٍ حَدِّثيني ... وعَنْ إعْصارِها لا تَمْنَعِيْنِي
فَمَا خَوفٌ مِنَ الإبحارِ فيها ... وَلَكِنْ مِنْ جَفَاءِ المُقْلَتَيْنِ
تَأَنَّقْتِ اِتِّزانًا عندَ نَثْرٍ ... لَها, بَاحَتْ بِسِرٍّ تَلْتَقِيْنِي
أَرَانِي مُولَعًا فيها أُعَانِي ... هِيَ الإلهامُ في مَهْوَى جُنُونِ
قَوافِيْها تُناغِي وَجْهَ سِحْرٍ ... طَليْقٍ كانَ ربِّي بِالمُعِيْنِ
أُنَاجيْهَا, تُنَاجِينِي بِعِشْقٍ ... وصَوتُ الهَمْسِ في عُمْقِ الحَنِيْنِ
حُرُوفٌ كَابْتِسامِ الفَجْرِ هَلّتْ ... دَلالَ الغَنْجِ مِنْها مَا تُرِيْنِي
تَعَالَيْ لا تَخَافِي مِنْ جُنُونِي ... جُنونُ الشّعْرِ بَعْضٌ مِنْ فُنُونِ.