أيُّها المَغْبُوطُ شِعْرًا
أيُّها المَغْبُوطُ شِعْرًا ... ما الذي يُغْرِيْكَ نَظْمَا؟
هلْ صَفاءُ الوردِ ---- حينَ الوردُ يَجلُو عنْكَ هَمَّا؟
هَلْ خَريرُ الماءِ شَادٍ ... أمْ إذا اسْتَوقَفْتَ نَجْمَا؟
هَلْ متى أشْجَاكَ قُرْبٌ ... مِنْ حبيبٍ نِلْتَ ضَمَّا؟
هَلْ إذا عَبَّرْتَ حُرًّا ... مَنْطِقًا, رأيًا و حُكْمَا؟
هلْ متى عانَيْتَ قَهْرًا ... وَاعْتَراكَ القَهْرُ سُقْمَا؟
هَلْ متى قابَلْتَ شَخْصًا ... سَيِّئًا اِزْدَادَ لُؤْمَا؟
أمْ إذا أُهْضِمْتَ حَقًّا ... جاءكَ الإجحافُ ظُلْمَا؟
قالَ لي: إنّي بِهَذَا ... كُلِّهِ أزْدَادُ عِلْمَا
يَعْشَقُ الكونَ اهتِمامِي ... إذْ بِهِ أشْتَدُّ فَهْمَا
بالجمالِ الُحُلْوِ يَسْمُو ... قيمةً تُغْنِيْكَ حُلْمَا
ثمَّ بِالإنسانِ فيهِ ... ليسَ يَخْفَى كانَ حَتْمَا
هذه آفاقُ شِعْرِي ... تَكْتَسِي عَظْمًا و لَحْمَا
حيثُ إحْسَاسٌ رَقيقٌ ... شَاعِرٌ يَأبَاهُ سَأْمَا.