إنّ أطماع بعض البشر وغاياتهم الدنيئة لا تقف عند حدٍّ, وكلّما شعر هؤلاء بالقوّة كلّما زادوا غطرسةً وظلمًا وتعدياتٍ بدون وجه حقّ. إنّ التّاريخ لن يرحم أمثال هؤلاء الذين فتكوا بأجدادنا في تركيا واليوم يريدون من خلال هذه الأفعال الرديئة والقذرة أن يُجبروا أبناء الجزيرة السورية على الهروب وإخلاء الساحة لهم كي يظفروا بكلّ شيئ على أمل تحقيق دولتهم المزعومة, وهم لم يتعلّموا من دروس التاريخ. إنّ حرقهم لحقول القمح والتي تعود بالنّفع والفائدة على الجميع لهو سلوكٌ إجرامي غير مبرّر وطغيانٌ يستهدفُ استئصال الجذور الأصيلة من هذه المنطقة. قد تكون احترقت سنابل القمح لكنّ كلّ سنبلةٍ ولّدت فينا شعورًا أقوى من التضامن والإصرار على البقاء في الأرض, هذا هو النّوع الجديد من الإرهاب من أجل ترهيب البشر وتفقيرهم كي يخضعوا لأوهام دولتهم التي لن تقوم. لكلّ من تضرّر ممّا جرى نرجو من الرّب أن يعوّضه عمّا خسر ونحن نقف معهم قلبًا وقالبًا كي تنتصر إرادة الصمود.
عطاءُ الحبِّ بالسُّنْبُلْ
لهمْ والحقدُ في مَعْمَلْ.
يزيدُ البأسَ لنْ نَرْحَلْ
إلى المرحاضِ. لن يُقْبَلْ
ففيها المُرُّ والحَنظَلْ.
15/6/2019