بَقايا شاعر
شعر/ فؤاد زاديكى
بَقايا شاعرٍ صارتْ رَمَادَا ... بِفِضْلِ العشقِ في ما قد أجَادَا
رَغيفُ الخُبزِ ما عادَ اعتبارٌ ... لهُ إذْ تُخْمَةٌ جاءتْ فَسَادَا
وكُوبُ الماءِ لا يروي غليلًا ... وَلنْ يُحيي ذُبُولًا إنْ أرَادَا
أرى وجهَ انتكاسٍ مِنْ قريبٍ ... لِذا حاوَلْتُ جَهْدي اِبْتِعَادَا.
بَقايا اقفَرَتْ والشِّعرُ قَوسٌ ... سِهامُ الوصفِ لم تَنْفَعْ جِهَادَا
فتاهَتْ في مَراميها ومرْمًى ... لِمَا في واقِعِ أرخى سَوَادَا
فإمّا العلمُ في مَسعى نجاةٍ ... وإمّا الجهلُ يُبكِينَا سُهَادَا.
نِداءُ الشِّعْرِ أمسى غيرَ مُجدٍ ... لأنّ الأُفْقَ يَمْتَدُّ انْسِدَادَا
نَرى في واقعِ الأشياءِ وَهمًا ... مَريضًا جاوزَ الحدَّ امتِدَادَا
بَقايا؟ كيفَ لي تَبقَى بَقايا ... ونَفسي جاهَدتْ تَطوي وِهادَا
وَفِكري مِشْعَلٌ للنّورِ فيهِ ... كثيرٌ نافعٌ يسعى اجتهَادَا؟
لَئِنْ سادتْ ظروفٌ مُنْغِصاتٌ ... لَمُعْطٍ مِنْ سَواقِيَّ المِدَادَا
بِلا أيِّ انصِرافٍ عنْ شؤونٍ ... لِهَمِّ الشِّعْرِ مَوصُولًا مُرَادَا.