الإرثُ البالي
شعر/ فؤاد زاديكى
تغنّينا بماضينا .. خلَقْنا ألفَ أُكذوبَهْ
و طَرّزْنا أمانينا .. على الأوهامِ مَكتوبَهْ
***
جَعَلْنا السّيفَ قانونًا .. وشَرْعًا حدُّهُ يقطَعْ
ظنَنْا فيهِ مأمونًا .. كمشروعٍ هُوَ الأنْفَعْ
***
نبَذْنا العلمَ لم نقبلْ .. بهِ حَلًّا ولا خِلَّا
فجِئْنا الحلمَ في مَقْتَلْ .. صَنَعْنا وهمَنا ظِلَّا
***
نَهَجنا منطقَ الغدرِ .. فمارَسْناهُ يا أُخوَهْ
لنحيا ظُلمةَ الفكرِ .. أشَعنا أنَّهُ نَخْوَهْ
***
حمَلنا رايةً سوداءَ .. والأفكارُ في أسْوَدْ
وعِشْنا لحظةً هوجاءَ .. والإحساسُ لا يَبْرَدْ
***
كتَبْنا اسمَنا حرفًا .. ظنَنا أنَّهُ خالِدْ
غَضَضْنا للأذى طَرفًا .. فأمسى وَقْعُهُ جالِدْ
***
تَعِبنا في مدى المشوارِ .. كُنّا دائمًا ذَيْلَا
وتابَعْناهُ بالإكثارِ .. عايَشْنا الهوى وَيْلَا
***
ولا زِلنا على نهجٍ .. بِتَبْريراتِهِ نَشقَى
بعيدًا عن رؤى وَهجٍ .. لِذا لا شكَّ لنْ نَرقَى
***
تَعَثّرْنا بأفكارٍ .. مِنَ اللَّوثِ, الذي فيها
وقد جاءتْ بأخطارٍ .. ولم نَفهَمْ معانيها
***
تَغَنّيْنا بها جهلًا .. وقُلْنا: إرثُنا غالي
وأتْبَعْنا لها أصلًا .. فجاءتْ بالذي بَالي.