يوميّات سجين في الشّرق..!!.؟ شعر / وديع القس
قيّدونِيْ بسلاسلْ منْ حديد ِ
أغمضوا عينيَّ في غلٍّ شديد ِ
ثمَّ ساقونيْ إلى تحت ِ القَبَاء ِ
في ظلام ٍ دامسٍ دونَ وعود ِ
وتباروا بالشّتائمْ والبصاق ِ
فيْ نزاهات ِ السّيوط ِ للعبيد ِ
ثمَّ نادونِيْ بأرقام ِ السّجين ِ
ولباسُ المجرمين َ بالسّواد ِ
ثمَّ جرّونِيْ بعنف ٍ للقضاء ِ
وقضاةُ الحكم ِ منْ سِفل ِ البليد ِ
خيّرونيْ باعترافات ٍ ضليلةْ
دونَ رفض ٍ أو نقاش ٍ أو مزيد ِ
خيّرونيْ بين َ موت ٍ وحياة ِ
أو ذليلا ً خلفَ آراء ِ الفساد ِ
أنتَ حرٌّ حينَ إتمام ِ الشّروط ِ
وفقيدٌ حينَ تنكصْ بالعهود ِ
هكذا في شرقِنَا ظلمٌ وقهرُ
كلَّ مَنْ يرنوْ لأفكار ِ السّديد ِ
أيُّ أحكام ٍ تراها يا إلهيْ
بينَ حكم ِ النار ِ منها والحديد ِ.؟
وحياة َ المرء ِ قدسٌ بالمبادئْ
حينَ يبقى شامخَ العزِّ عنيد ِ
وشموسَ النّور ِ لا تُخفى بظلٍّ
كيفما هبّتْ أعاصير َ الجحود ِ.؟
وكراماتُ العزيز ِ لا تُهانُ
كيفما كانتْ أساليبَ الّلدود ِ .؟
يا جبانا ً كيفما كان َ عذابيْ
إنّه ُ ..طعنٌ بأكباد ِ الحقود ِ.؟
لا تجادلنيْ على عِزِّيْ فإنّيْ
بسليل ِ الشّمس ِ منْ وحي ِ الصّمود ِ
إحرق ِ الجسمَ كما تنويْ بحقد ٍ
فرمادُ العظم ِ طيب ٌ للورود ِ
بسحيق ِ الوردِ يسموْ عطرهُ
وفناءُ الجّسم ِ للنّور ِ المديد ِ
حبّةُ القمح ِ تموتُ ، ثمَّ تحيَا
ومماتيْ دربُ قنديل ٍ جديد ِ
إنّنِيْ حرٌّ بفكريْ وطريقيْ
لنْ تحيِّدها الموانعْ والسّدود ِ
إنَّ في العمر ِ مماة ٌ واحد ٌ
فليكنْ طعمُ الرّدى نورَ الخلود ِ ..!!
وديع القس ـ 26 . 09 . 2017