حبيبتي سميرة لقد سال مداد قلمك الجميل للبوح بكل هذه العذوبة وهو يخترق مسامات الروح و يأخذ بمجامع القلب لكونه نابع من صدق صادق ومن أحساس مرهف دون صنعةٍ أو تكلّف, كنت أنظر إليك و أنت منهمكة تماما بما تكتبين و كأنّك سرقت لحظة من الزمن كي تعيشي بإحساسك و أنت ترفلين بثوب الألق و الجمال الوجداني بحرفية الماهر المتمكّن, و قد تكون شهادتي مجروحة لكنّي لعلى ثقة من أنّ استمرارك بالكتابة سوف يريحك كثيرًا و يجدّد نشاطك فأنت تملكين لغة متمكنة و أسلوبًا رشيقًا و مخيلة واسعة ولأنّ الكتابة تعبير عن الذات و تفاعل مع الحياة و قد نظمت لك هذه الأبيات كردٍّ على منشورك الجميل:
يا لدفءِ الحرفِ في عذبِ المَساقِ
وانهمارِ الدّفقِ في شهدِ المَذاقِ
يا لهذا الشوقِ يجري في ضلوعٍ
باشتعالِ الرّوحِ مِنْ دون احتراقِ
كم يشدُّ النفسَ مَيلٌ لالتقاءٍ
بالحبيبِ المُشتهى بعدَ الفراقِ
جملةُ الأوجاعِ عاشتْ في عميقٍ
مِن أمانيها كثيرٌ للتلاقي
قد أجَدْتِ الوصفَ في صدقٍ فعشنا
حالةً زادتْ معاييرَ اشتياقِ
صورةٌ أحيتْ مِنَ الذكرى حنينًا
فانتشَتْ أوصالُنا في مَنْ تُلاقي
قد تَلاقى البعدُ والقربُ اجتماعًا
في صميمِ النّصِّ جاءا بالتصاقِ
لم نُغادِرْ بل أقَمْنا في قلوبٍ
حُبَّ أوطانٍ وأشواقَ الرّفاقِ
أكْمِلي مشوارَ إبداعٍ أراهُ
رائعًا في روحِهِ والعشقُ ساقِ
ما يكونُ الرّدُّ فالإحساسُ راقٍ
واحترامُ الكلِّ موجودٌ وباقِ.