الصّمتُ جُبنٌ و عارٌ كيفما اتّفقَ ... للهِ درّكَ يا مَنْ شعرُهُ انطلقَ
يشدو ببوحِهِ مختالًا بِلا كِبَرٍ ... و الحرفُ يُلهِبُ نارَ الصدقِ مُحتَرِقَا
عصرُ التّباهي بما في ضَعفِهِ فشلٌ ... سوءُ اختيارٍ لأنّ العدلَ قد خُرِقَ
كيفَ انتظارُنا باقٍ في قرارتِهِ ... و الظلمُ يزحفُ و الطّغيانُ قد سحقَ؟
صمتٌ يُخَيِّبُ آمالًا و يذبُحها ... و الخوفُ يجثمُ فوقَ الصدرِ مُخْتَرِقَا
كلَّ المنافذِ مِنْ وجدانِنا, و لِذا ... نلقى الشّعورَ يعاني الجرحَ مُنْسَحِقَا.
لا نامَ جفنٌ على شوكٍ يُضاجعُهُ ... عند الوقيعةِ إنّ العزمَ مَنْ سبقَ
تأتي الرّياحُ هياجًا ليس ينفعُنا ... صمتٌ كَمَوتى يسومُ الذلَّ و القلقَ
مَنْ شدَّ سَرحَهُ قصدَ النّصرِ منطقُهُ ... زانَ المعانيَ إذْ بالحقِّ قد نطقَ
خيرُ المواقفِ أنْ نبقى بجُرأتِنا ... نرضى الحسابَ و لو أودى بِنا عُنُقَا
صمتُ الجبانِ و خِزيُ العارِ نرفضُهُ ... حتّى نعيشَ رؤىً, لا تجهلُ الطُّرُقَ.