و أنتِ بينَ أحضانِي ... يفيضُ الشّعرَ وجدانِي
أُحِسُّ الدفءَ في حرفي ... و أنتِ دفئيَ الثّانِي
حباني اللهُ إحساسًا ... رقيقًا ظلَّ عُنوانِي
ليبقى الحسنُ مشروعًا ... لأهواهُ و يَهوانِي
و يبقى العشقُ مَرسومًا ... و مَرغوبًا بإعلانِ
و يبقى النّبضُ من قلبي ... طليقَ البوحِ أشجانِي
فلا ميزانَ في عشقٍ ... تخطّى العشقُ أوزانِي
بحورُ الشّعرِ لا تقوى ... على دَفْعٍ لإذعانِي
و طيفُ الحسنِ لا يرضى ... بإقصائي كهَيمانِ.
يكونُ الشّعرُ أحيانًا... صديقًا غيرَ خَوّانِ
صديقًا داعِمًا ضعفي ... كصخرٍ مثل صَوّانِ
يُداري لوعتي طيبًا ... يُواسيني بأحزانِي
و أحيانًا أرى يُبقي ... معاناتي كبركانِ
فَهمُّ الشّعرِ لو تدري ... كبيرٌ عندَ إنسانِ
يُحِسُّ الخيرَ في الدّنيا ... و لا يَرضى بطغيانِ
لهذا عاشقٌ شعرًا ... مِنَ الأهواءِ نَجّانِي
شعورًا اِلتقى روحي ... فأبكاني و أشقانِي
لأوضاعٍ رأيناها ... مآسيها كنيرانِ
شِعاري الشّعرُ للخيرِ ... لذا ناديتُ إخوانِي
إلى حُبٍّ بهِ ننجو ... و طيبٍ مثل ريحانِ
شموعَ الشّعرِ أوقَدْنا ... لأصحابٍ و خِلّانِ
عسى أيّامُكم تحلو ... و أنتم جَمعُ فرسانِ
بِحَومِ السّعدِ يرويكم ... بكأسٍ منهُ ملآنِ
فمَنْ لا يعشقُ الحبَّ ... سيلَقى كلَّ خسرانِ
و لنْ يحظى مِنَ الدّنيا ... بأثمارٍ و أغصانِ
و يبقى العمرَ محتاجًا... لماءٍ مثل ظمآنِ.
نقاءُ الحبِّ في شعرٍ ... أراهُ بعضَ إيمانِ.