ابتلى العدلُ بقومٍ همُّهم أنْ ينتَحِرْ
في مراميهم و هذا إنّما عينُ الخَطَرْ
مثلُهُ حقٌّ رفيعٌ ليس يَحظى بالظّفَرْ
ماتتِ الأفكارُ جهلًا و الأماني في سَفَرْ
فابتلى عصرٌ بهذا الدّاءِ و الدّاءُ انتشَرْ
مِنْ جموعِ الجهلِ هذي واجِبٌ كلُّ الحذَرْ
لم يَعوا أخطاءَ ماضٍ. غابَ عنْ وعيٍ بَصَرْ
ما استفادوا مِنْ دروسٍ, لا و لا جاؤوا العِبَرْ.
إنّ بالقَدْرِ الذي يأتي الصّعودُ
واقعَ الأحوالِ نحوَ العالياتِ
هكذا يأتي هبوطٌ ذاتَ يومٍ
نحوَ مشهودٍ بوادي النّازلاتِ
كُنْ معَ الإيقاعِ في ذاكَ و هذا
في صياحاتٍ لنيلِ الغالياتِ
واقِفًا. رِجلاكَ لا تَصطكُّ خوفًا
بانحدارٍ في مَطَبّاتِ الحياةِ.
ألا أَخْبِرْ جموعَ النّاسِ عنّي
و عنْ أخبارِ أجدادي, فإنّي
الا أخْبَرْتَ و التّاريخُ يحكي
عَنِ الإنجازِ مِنْ فكرٍ و فَنِّ؟
بلغتُ المجدَ سوريًّا تفانى
بحبِّ الأرضِ و الأخلاقُ تُغْني.
تُغازِلُني الحديقةُ في طلولِ
و فصلُ الصّيفِ قاربَ بالحلولِ
أرى الأعشابَ قد ملأتْ رُباها
فقلتُ تَمَهّلي سترينَ طُولي
بِباعِ عزيمةٍ سيكونُ فَتْكًا
ليُجْبِرَكِ على طَلَبِ الرّحيلِ
لأجعلَ مِنْ حديقتيَ الجِنانَ
و أشفي مِنْ حماقتِكِ غليلي.
لقد وصلتْ رسالتُكمْ فشُكرَا
عَلِمنا مُحتواها و المُسِرَّ
هنيئًا, ألفُ مبروكٍ عليكمْ
بلوغَ المنصبِ المُعطينا بِشْرَا
فأنتمْ أهلُ ما جئتُمْ و هذا
أثارَ النّفسَ, فاستحلينا شِعْرَا
يجيءُ الرّدَّ بالإعرابِ عمّا
بنفسي و الذي يهتاجُ فِكْرَا.
أيُّها الأصحابُ هيّا نشربُ
نَخْبَ أفراحٍ, نغنّي نَطرَبُ
عندما الأحزانُ تأتي جملةً
تسرقُ الأفراحَ مِنّا, تذهبُ
فَلْنَعِشْ يومًا بيومٍ دونَ أنْ
نجعلَ الأحزانَ سهمّا تضربُ
كلُّ مَنْ عاشوا بِسُكْرٍ, أفلحوا
باجتنابِ الحزنِ, عنهُ غَرّبوا.
حياةُ النّاسِ يطويها المَسيرُ
فَبَعْضٌ مُعْسِرٌ, بَعضٌ يسيرُ
إذا ما أقبلتْ يومًا خطوبٌ
فهذا رَهنُ ما تأتي الدّهورُ
و شمسُ اليُسرِ بالبُشرى تُنيرُ
لهذا لا تَكُنْ يومًا قَنوطًا
لأنّ اليأسَ مَقصودٌ خطيرُ
لم أكُنْ مِنْ قبلُ مُولَعْ
على نفسي لضَعفِ الانتباهِ
لأنّي لا أُصَلّي كلَّ يومٍ
و هذا ما أرى فيهِ تَوَاهي
لكلِّ النّاسِ, لا أسعى لآهِ
تقيدُ النّارَ في أحشاءِ غيري
لهذا لستُ أخشى مِنْ إلهي.