حمائمُ الفرحِ
التَهَمَتْها صقورُ الأحزان
تلذّذتْ بِنَهشِ لحومِها
بَقَرَتْ بُطونَها...
فَقَأتْ عُيونَها...
مَزّقَتْ أشلاءَها...
التَهَمتْ أعضاءَها...
***
حمائمُ كانتْ تحلمُ بيومٍ
تُشرِقُ فيهِ شمسُ الأمان
و تهبُّ في أجوائِهِ ريحُ السّلام
كي تُحَلِّقَ آمِنَةً
في فضاءِ الدِّعَةِ
و تلهو كما يَطيبُ لها.
هَدَأتْ حركتُها...
فَقَدَتْ تَوازُنَها...
هَوتْ بين مخالبِ الفَتْك
سالتْ دماؤها...
لم تتمكّنْ مِنْ تَوديعِ الزّهور
الأشجار... البساتين
تلك التي كانتْ تربِطُها بهم
صداقةٌ قديمةٌ
و علاقةٌ حميمةٌ
كانت نشأتْ على مدى الدّهور.
***
حمائمُ وديعة
تحوّلتْ إلى ذكرياتٍ أليمة
صقورُ البازِ داهمَتْها
مزّقت اشلاءَها...
امتصّتْ دماءَها...
نَتَفَتْ ريشَها...
و هي تتلذّذُ بِسماعِ نحيبِها
و لَوعة لأنينِها
و هي تُطلِق أنفاسَها الأخيرةَ
على مَذبحِ الشّهادةِ
مِنْ أجلِ الإيمان بالحقِّ
و بمحبّةِ الحياةِ و النّاس.