يطولُ الشّرحُ في غُرَرِ المآلِ ... بِوَقعِ قريحةٍ شَهِدَتْ مقالِي
و قد ذُكِرَتْ مفاخرُ مَنْ أتاها ... بِنَظمِ بيانِها دُرَرِ الخيالِ
و كنتُ بِمَوقِعِ الأحداثِ منها ... أُفاخرُ بالمكارمِ و المعالي
فكنتُ الواعيَ البادي بِنُصحٍ ... و كنتُ الليثَ في ساحِ النِّزالِ
أغضُّ الطّرفَ عنْ سوءٍ بِحَقّي ... و هذي عِفّتي. رَجُلُ الرِّجالِ
أشاورُ بالقرارِ صديقَ عمري ... و اسرحُ بالمسيرةِ كالغزالِ
على أنّي إذا انْتُهِكتْ حدودي ... دفعتُ لأجلِها وَلَدي و مالي.
أُحِبُّ عدالةً, و أريدُ عدلًا ... و أربأُ عنْ هوى قِيلٍ و قالِ
و إنْ طُلِبَ الجِدالُ لأجلِ أمرٍ ... بدونِ خصومةٍ, فإلى الجِدالِ
و إنْ لَزِمَ السّلامُ, إلى السّلامِ ... يكونُ تَطَلُّعي و بلوغُ حالي.
أنادمُ شاعرًا مِتَعَ الحياةِ ... و أُمَّ الحُسنِ في غَسَقِ الليالي
عشيقٌ عاشقٌ صرفَ اهتمامًا ... كبيرَ الشأنِ بالسِّحرِ الحلالِ
حرامٌ أنْ أُفَرِّطَ في عهودي ... و هذا العشقُ يُنْعِشُ كلَّ حالِ
يقولُ الرّاغبونَ النّيلَ مِنّي ... و مِنْ قلبي بِتَرويجِ الضّلالِ
بأنّي عاشقٌ و العشقُ إثمٌ ... و عمرُ العشقِ ماضٍ للزّوالِ
و لكنَّ الحقيقةَ غيرُ هذا ... كلامٌ ليسَ أفضلَ مِنْ نِعالِ
سأحيا العشقَ مُشتَعِلًا بنارٍ ... لهذا العشقِ, أسعدُ باختبالي
لأنّ العشقَ "مُعْتَبَرٌ جنونًا" ... و بعضُ العشقِ أكمَلُ مِنْ كَمَالِ.
تغذّى الحرفُ مِنْ ألَقٍ بهيٍّ ... يُسَبِّحُ بالتّوَجُّهِ ذا الجلالِ.
أتاني الهَديُ يشرحُ صدرَ حرفي ... لذلكَ لستُ مِنْ عَبَثٍ أُبالي.