قرأت الكثير من أشعار بعض الفقراء و هم يصفون حالهم و أحوالهم و يعبّرون عن فقرهم و حاجتهم, و قد دفعني الشّعور بالتضامن مع هؤلاء في أنْ أنظم شعرًا على هذا النّحو و على غرار ما فعلوه, و كأنّي أعاني من بعض معاناتهم, و هي مشاركة وجدانيّة لم أرَ بها ضَيرًا و لا نُقوصًا.
لا فأرَ في بيتي يسيرْ ... و الوضعُ مِنْ نفسي حقيرْ
ألناسُ لا تدري الذي ... بالحالِ, خالُوني أميرْ
ما لِي و للنّاسِ التي ... تسعى إلى الفَهمِ العسيرْ.
لا فأرَ في بيتي و ذا ... معناهُ أنّي بالفقيرْ
إنْ جاءَ ضيفٌ لم يجِدْ ... عندي سوى هذا الحصيرْ
لا طَبخَ عندي للذي ... يأتي و لا عندي سريرْ
هلْ هذا بُخلٌ أم تُرى ... ما بالغِنى منهُ الوفيرْ؟
قلتُ بنفسي شاعرٌ ... و الشِّعرُ موضوعٌ مُثيرْ
ما أنْ قرأتُ بعضَ ما ... عاناهُ أصحابُ الضّميرْ
حتّى انطلقتُ واصِفًا ... مِثْلَ الذي قالَ الكثيرْ
هُمْ أعلَنوا عنْ فَقرِهمْ ... و الفَقرُ إنسانٌ خطيرْ
أشْعَرْتُهم أنّي هُنا ... قاسَمْتُهُمْ بعضَ اليَسيرْ
ما واقِعًا عايَشْتُهُ ... بل في خيالٍ. لا يَضيرْ.