أرى الأخطارَ قد هبّتْ عليّا
و صارَ القلبُ لا يُصغي إليّا
شربتُ الحزنَ, صار الهمُّ دربي
و نابُ الخوفِ مسنونٌ قويّا
هلِ الدّنيا بما فيها ستغري
و هذا البحرُ لا يجري سويّا؟
كَرِهتُ مولدي, و الاسمَ منّي
جموحُ الوهمِ, قد أرخى عليّا
ظلالَ الشكّ في أنّ انتمائي
لهذا الكونِ, قد أضحى غبيّا.
خدعتُ واقعي, ما عشتُ صدقاً
مع مَنْ حولي, ما كنتُ الوفيَّ
سئمتُ فجرَ يومي و انتظاراً
مللتُ الليلَ و الأنسَ الشهيَّ
حزمتُ الأمرَ في عزمٍ, لأُنهي
شقاءَ العمرِ, لا أبقى شقيّا.
حياتي ليس مِنْ حقّي عليها
قضاءٌ, فَهْيَ ليستْ في يديّا
إذا أنهيتُها مِنْ ذاتِ نفسي,
لذا قرّرتُ أنْ أنحو سبيلاً
أراهُ اليومَ عنواناً جليّا
و لن أُبقي على شيءٍ لديّا.
رِحالٌ حَطّها يأساً مَطافي
و ما أدركتُهُ يوماً خفيّا
بلغتُ الرّشدَ في شيءٍ, و لكنْ
أصرّ القلبُ أنْ يبقى صبيّا.
حلمتُ ذاتَ يومٍ, مثل غيري
و لكنْ لم يَدُمْ عمرُ احتلامي
هَوَى في لحظةٍ, جاءَ الدويَّ.