عصفَ الزّمانُ بروعةِ الأمجادِ
و طغى الظلامُ و زمرةُ الأوغادِ
فتحوا المعابرَ و المنافذَ عنوةً
سفكوا الدّماءَ, و مَثّلوا بِعِبادِ
ملكوا الممالكَ و الفظائعُ حَدّثتْ
بفضائحَ اختبرتْ أذى الجلاّدِ
فحوامِلٌ بُقِرَتْ بطونُها خِسّةً
و حرائرُ اغْتُصِبَتْ على الأشهادِ
و مشاهدٌ جمعتْ مساوئَ حقبةٍ
شهِدتْ على مُتنوّعِ الأحقادِ
هلكوا الخلائقَ فاتحينَ بلادَهم
فقدوا الزّمامَ لعقلِهم و رشادِ
ملأ الظلامُ سفوحَهم و جبالَهم
رُفِعتْ معالمُ رايةٍ لسوادِ
جعلوا الحياةَ عسيرةً بشذوذهم
تركوا المآثرَ مأكلاً لفسادِ
و متى سَمعتَ مُكَبِّراً فمصيبةٌ
وقعتْ و تشهدُ نائباتُ بلادي
و على التواصلِ, ما مضى في حاضرٍ
رسمَ المعالمَ ذاتَها بجهادِ
زمنُ الخلافةِ ماثلٌ بفعالهِ
بجرائمَ ارتُكِبَتْ مِنَ الأجدادِ
و إذا رأينا وصولَها لزمانِنا
فَمِنَ المؤكّدِ ثُلّةُ الأحفادِ.