رسالة إلى بشّار
شعر: فؤاد زاديكه
مواطنٌ مُهَمّشٌ, مُغَرَّبٌ مُهَجَّرُ
مواطنٌ مُشوَّشٌ, مُعَذَّبٌ, مُحَقَّرُ
مواطنٌ مُكبَّلٌ, مُسيّسٌ مُؤَمَّرُ
مواطنٌ مُحَجَّمٌ, مُصَغَّرٌ و مُجْبَرُ
مواطنٌ منادمٌ همومَهُ, و يسهرُ
جراحُهُ عميقةٌ و وضعُهُ مُدَمَّرُ
و أنتَ لستَ واعياً, و إنْ وَعيتَ, تَنفرُ
تريدُني مُكَبَّلاً, فلا لقيدي أكسرُ
تُريدُني مُستَعمَراً, و أنتَ مَنْ يستَعْمِرُ.
مواطنٌ كغيرِهِ, بما فعلتَ يكفرُ
فأنتَ, أنتَ مجرمٌ, و أنتَ, أنتَ غادِرُ
و أنتَ, أنتَ قاتلٌ و أنتَ, أنتَ كافِرُ.
قَتَلْتَنا, سَلَخْتَنا, حرقتَنا تُفَجِّرُ
أبَدْتَنا, سحَقْتَنا, لهذا لستَ تُعْذَرُ.
رسالتي صريحةٌ, و أنتَ لستَ تنكرُ
بأنّ ما صَنَعْتَهُ و ما أتيتَ فاجرُ
فهلْ قرأتْ محتوى رسالتي, و تأمُرُ
كلابَكَم, وحوشَكَم ليرحلوا و يُقبَروا؟
و هل ستدري ما الذي مؤكّدٌ مُقَدّرُ؟
ستنطوي كصفحةٍ بها دَمٌ و أكثَرُ
و تَنجلي كخيمةٍ, و شَمسُنا ستظهَرُ
و تَختفي كَكِذبةٍ, تُريدُها و تنشرُ
و تنتهي كمجرمٍ, مصيرُهُ سيُقبَرُ
أَتَتْكَ مِنْ مواطنٍ رسالةٌ, و أفخرُ
بأّنني كتبتُها كشاعرٍ لا يحذَرُ
مخاطِراً لبطشِكم, ففي الشّعورِ ثائرُ.