فجاءَ الشّيخُ منفوخَ العمامَه
كأنّي مُستبيحٌ منهُ عِرضاً
يريدُ الحربَ و القاضي أمامَه
و لم يبدو وَقوراً أو عفيفاً
لسانُ القَدحِ ميزانُ المقامَه
تشظّى بانفجارِ الغيظِ حُمقاً
غليظاً لم يَزِنْ قطٌّ كلامَه
يريدُ النيلَ منّي في تَحَدٍّ
فلم أسمحْ بهذا و الكرامه.
سلوكٌ منهُ ممجوجٌ و فَظٌّ
دليلُ القُبحِ في هذي الإقامَه
ظننتُ الردَّ مِنْ شيخٍ سيُبدي
سلوكاً مثلَ أصحابِ الزّعامَه.
"لماذا تجعلُ الأشياءَ عُسراً
و تنوي النبشَ في بعضِ القمامَه؟"
على ما فيها أقفالُ الغَمامَه؟"
و فيمَ الخوضُ في هذا و ذاكَ؟
ألمْ تخشَ؟ ألنْ تأتي الندامَه؟"
"أتاني مسلمٌ بالشكوى منكم,
فلم تقبلْ بما أبداهُ قولاً
و أفكاراً, و قد أفتى حُسامَه"
سمعتُ الشيخَ يهذي - دونَ علمٍ -
بهذا كلِّهِ دونَ ابتسامَه
فلم أجبنْ بلِ استرسلتُ قامَه
أجبتُ الشيخَ ردّاً كانَ فصلاً
أراكم ليس شيئٌ مِنْ شهامَه
بلا رأيٍ و تبغونَ الجَذامَه
حملتم رايةَ الترهيبِ ظنّاً
بأنّي سوف أخشى مِنْ هُلامَه
كما جئتُ احتراماً عندَ ردّي
عليكم أنْ تردّوا باحترامَه
خرجتم عن حوارٍ و اكتفيتُم
سويّاً, كيفَ تستهوي خِتامَه؟
رأيتُ اليومَ ضيقاً و انغلاقاً
رأيتُ اليومَ بوماً لا حمامَه
رأيتُ الجهلَ في أغبى رداءٍ,
و عجزاً غافلاً كانَ الغرامَه.