لا أنظمُ الشّعرَ كي أُرضي بهِ أحَدَا
هذا سلوكي سيبقى دائماً أبَدَا!
لن أرهنَ الشّعرَ و الإحساسَ مُمْتَدِحاً
لن أجعلَ الشّعرَ شحّاذاً يمُدُّ يَدَا!
فالشّعرُ أجملُ ما فيهِ براءتُهُ
في بَسْطِ كَفّهِ إبداعاً صفا جَسَدَا
بَعثُ الدّوافعِ و الأسبابِ فلسفةٌ
لا تتركُ النصَّ مهزوماً و مُرْتَعِدَا
روحُ الجمالِ بهِ تشجي النفوسَ متى
صاغَ الأداءَ لها الوجدانُ مُجتَهِدَا.
ألشّعرُ قصّةُ حبٍّ لازمتْ قدراً
أحداثُ وَقعِهِ نظمٌ أينما وُجِدَ
و الشّعرُ موقفُ إنسانٍ و معدنُهُ
لفظاً و وزناً و معنىً ظلَّ مُنْفَرِدَا
إنّ الوجودَ بهِ إشعارُ تجربةٍ
يغني رسوخَها صدقٌ عاشَ مُتّقِدَا
مَنْ يخدمُ الشّعرَ إخلاصاً و تضحيةً
لا يتركُ الشّعرَ مَسلوباً و مُقْتَعِدَا
لا يخذلُ الشّعرُ محبوباً يتابعُهُ
أو ينكثُ العهدَ و التاريخُ قد شَهِدَ
إذْ في جموحِهِ إصرارٌ يواكبُهُ
سَبقٌ ينافسُ إنجازاً و ما بَرُدَ
هذا التحدّي الذي واظبتُ منهجَهُ
قد يكتبُ الحرفَ تاريخاً و مُعْتَقَدَا
مَنْ جاءَ يُدرِكُ شعري حينَ يشعرُهُ
لا شكَّ يفهمُ ما إرهاصُهُ قصدَ
إنّ البراعةَ في استنفارِ قافيةٍ
تسمو بروحِ عطاءٍ بُلبُلاً غَرِدَا.