مرثيتي للمطران يوحنا
مطران السريان الأرثوذكس
الغائب الحاضر
شعر: فؤاد زاديكه
ربّما يرثيكَ غيري خَيرَ مِنّي
أو يُوَشّي حرفَهُ الزّاهي التغنّي
مثلها روحُ ابتهالاتٍ تُناجي
وجهَكَ الصّافي بآمالٍ و لَحْنِ
ما نُسَمّي الفعلةَ الشّنعاءَ هذي؟
هل هُوَ الإجرامُ؟ أم هذا التجنّي؟
هل هِيَ الأحقادُ تغلي مِنْ عُقودٍ
في عُروقِ المجرمِ الجاني، تُغنّي؟
طَيشُها المعتوهُ و الأفعالُ وَقعٌ
فيهِ جَلاّدٌ و سلطانٌ يُمَنّي
نفسَهُ بالقتلِ و الإرهابِ حتّى
يعتلي أمجادَ أوهامِ التمنّي
كيفَ أرثي الفكرَ، و الأفكارُ روحٌ
في سبيلِ الحقِّ تُعطي كلَّ فَنِّ؟
منطقُ العقلِ انشقاقاتُ النهارِ
و انبلاجاتُ المعاني دونَ إذْنِ
عرفُها المحمولُ طَلٌّ عبقريٌّ
نافذُ المفعولِ لا يرتدُّ عنّي
كيف نطوي صفحةَ التاريخِ يوماً
و المدى المكتوبُ الاستشهادَ يَعني؟
إذ بهِ غنّتْ أمانينا و دامتْ
في تَلَقّيها الأذى، تعطي و تبني
هكذا المكتوبُ في سفرٍ جليلٍ
إنّنا الحِملانُ و المكتوبُ يعني!
لستُ أرثي قامةً عاشتْ سلاماً
نبضُها المِعطاءُ لم يُذِعنْ لِغبْنِ
كوكبٌ مِنْ كوكباتِ العلمِ خَرَّ
سوفَ يبقى الذكرُ و الأقلامُ تثني
غائبٌ عَنّا بجسمٍ لا بفكرٍ
لا بروحٍ، لا بِذكرٍ رُغْمَ أنِّ
رغبةُ الأوغادِ إفسادُ الحياةِ
منطقٌ فَجٌّ على وَهمٍ و ظَنِّ
كيفَ لي أرثي عميدَ الفكرِ حُرّاً
رُبَّما أبكي و لكنّي أُغَنّي!