آمنتُ
شعر: فؤاد زاديكه
آمنتُ باستشراقةِ الإنسانِ
في جَهدِهِ المخزونِ بالإمكانِ
في عقلِهِ المنطوقِ بالإعجازِ
في سعيهِ المشحونِ بالإيمانِ
في فكرِهِ الخَلاّقِ للإبداعِ
كي يرتقي بالعيشِ و الميزانِ.
آمنتُ أنَّ العقلَ ربُّ الكونِ
و الكونُ دونَ العقلِ ما مِنْ شأنِ
آمنتُ بالطاقاتِ و الإنجازِ
بالعلمِ في مكنونِهِ الفتّانِ
آمنتُ بالحرّيّةِ استكمالاً
للفكرِ في مشوارِهِ الفنّانِ
آمنتُ بالإخلاصِ و الإنصافِ
آمنتُ بالمعروفِ و الإحسانِ
آمنتُ بالأبعادِ و الأفكارِ
آمنتُ بالأقطارِ و الأوزانِ
آمنتُ بالإيضاحِ للمفهومِ
لا بالتباسِ النصِّ و العنوانِ
آمنتُ أنَّ الحقَّ، كلَّ الحقِّ
عندَ الجليلِ الواهبِ الرّحمانِ
آمنتُ بالتوحيدِ لا التجزيءِ
آمنتُ بالإنسانِ، لا القرآنِ
آمنتُ بالمعقولِ و المقبولِ
بالمنطقِ الموزونِ و المُزدانِ
بالحجّةِ الموثوقةِ الإيقاع
في كلِّ ما ينأى عنِ الأحزانِ
آمنتُ بالمفعولِ، بالمَدروسِ
بالواقعِ المَحسوسِ، بالبرهانِ
هذا الذي يُبقي صفاءَ النّفسِ
و الروح و الأفكارِ و الوجدانِ
هذا الذي لا يقتلُ الإنسانَ
أو يرصفُ الأحوالَ بالأحزانِ
هذا الذي يستدركُ الأخطاءَ،
يسعى إلى تصويبِها مِنْ ثاني
تدري لماذا قلتُ: لا القرآنِ
في معرضِ التوصيفِ للأركانِ ؟
لا خيرَ في نصٍّ بهِ مكتوبٌ
قد جاءَ بالتهديمِ للبُنيانِ!
قولٌ دقيقٌ صائبٌ موزونٌ
فالمسلمونَ اليومَ بالعميانِ
لا يدركونَ الصائبَ الموزونَ
هم يخلطونَ القمحَ بالزيوانِ.