هذا القصيدُ و هذا الشاعرُ الصّمدُ
في كلّ دوحةِ شعرٍ إنّني الغَرِدُ
أُعطي الأدلّةَ وجهَ الحقِّ, أكشفُها
عن عدلِ حكمِيَ و الأحكامِ لا أَحدُ
إنْ ضلّ غيرُنا فانساقتْ أعنّته
نحوَ التملّقِ زيفاً, خافضاً ليَدِ
ما كانَ شأنُنا مِنْ هذا السلوكِ سوى
كلّ الإدانةَ, و الأسلوبِ مُنتَقِدُ
نهجُ الحقيقةِ دينٌ شئنا نتبعُهُ
و الدينُ أكبرُ مِنْ وصفٍ ليعتمَدُ
لا أمرَ يمنعُ مِنْ طرحٍ لأسئلةٍ
بعضُ التباسِها قد يجلوهُ مُجتَهِدُ
في كلّ طلّةِ إصباحٍ و أمسيةٍ
أمرٌ سيحملُ إيذاناً ليأتي غَدُ
و اليومُ يتبعُ أياماً و تتبعهُ
مِنْ بعدِ إذنِهِ أيّامٌ هيَ العددُ
و الناسُ جملةُ أطباعٍ, ترافقُها
بعضُ المطامعِ أو بعضٌ بهِ الحسَدُ
يحتالُ سعيُها في الدنيا إلى هدفٍ
ضحّت لأجلِهِ ماتَ الخُلْقُ و الولَدُ
عاشتْ تضمّدُ في خزيٍ مواجعَها
و الذلُّ طوّقَ عقلاً فارتخى الجسدُ
هذي الإشارةُ ما نظمي يواجهُها
فكراً ليبنيَ مرصوصاتِهُ العُمُدُ
شعري المُتوّجُ - إنْ شاؤوا و إنْ رفضوا-
فوقَ الرؤوسِ, فلنْ يهوي لهُ الأبدُ.