إلى أخي الإنسان
إلى أخي الإنسان
أخي الإنسان
في كلِّ مكانْ
قد تختلفُ بيننا الأوطان
و قد تفصلنا المسافات و البلدان
و قد تفرّقنا الأديان.
قد تجمعنا الهواجس و الأشجان
قد تحرّكنا المتاعبُ و الأحزان
قد نتفق و ربما نختلف في بعض الأحيان
و هذه ظاهرةٌ سليمةُ البنيان
عظيمةُ الشان
لأنّي و لأنّكَ إنسان
فلنتجاوز الأمكنة و اختلاف اللسان
و لنتحاور بالقلب و الشعور و الوجدان
لنتغلّب على المصاعب و ما لها من أعوان
فمصيرنا واحدٌ في سياقِ الزمان
و انتماؤنا هو لأصلِ الإنسان
لن تفيدَنا الحروب و لا التعدّيات و لا العدوان
فهي ستجلب علينا الأهوال و الفظائعَ و الأحزان
كن أخي الإنسان
لأكونَ أخاكَ الإنسان
في كلّ زمانٍ و كلِّ مكان
أنت تحتاجني كمصدر أمان
و أنا أحتمي بك لدرء المذلة و الهوان
لستَ لوحدِكَ في هذا الميدان
كما أنّي لستُ وحيدَ القرنِ و لا وحيد الشان
لنا أصحابٌ و خلاّنٌ و أقران
و لكلّ منّا همومٌ قد تهزُّ الأبدان
و بالنهاية ستجمعنا الأكفان
و لن يكونَ بيننا رابٌ و لا خسران
دعوتي إليكَ دافعُها المحبةُ و الحنان
و ندائي إليكَ خالصٌ من كلّ غايةٍ و يدعو للاطمئنان
ضمّني إلى صدركَ و سأضمّك كإخوان
لنعيشَ ما تبقّى لنا من عمرِ الزمان
بسلامٍ و محبةٍ و إيمان
بأنّ الإنسانَ أثمنُ قيمِ الحياة مهما كان
فأنت أخي لا بالولادةِ و لا بالرّضاعةِ بل بالإحسان
و بكلِّ ما مِنْ شأنه أن يخلقَ الثقة و يحقق الأمان
أنت أخي و أنا أخوك أيّها الإنسان.
__________________
fouad.hanna@online.de
|