سيبقى جَهلُنا
إذا قَيّمتَنا فالعيبُ فينا
و لن يغني ادّعاءُ المُدّعينَ
فقد صَمّمنا أن نحيا جموداً
لكي نبقى عصوراً مُقْعَدِينَا
و ألغينا حدودَ العقلِ حتّى
تَفَوّقْنَا و فُقنا الجاهلينَ
و ما مَلّتْ قِحافُ الرأسِ خوفاً
ذليلاً بائساً زادَ الظنونَ
ففكرُ الخوفِ أعيانا جهوداً
و أبقانا غباءًا مُسْتَكينَا
تآمَرْنا على الدنيا و قُلنا
غَزَونا ندّعي فخراً و دِينَا
فَوَرَّثْنا جموعَ الناسِ حزناً
و آلاماً و تَرهيباً مُهينَا
و ما زالتْ بنا الأوهامُ تجري
"لِيوثٌ أفسدتْ ذاكَ العرينَ"
صَنعنا العنفَ و الإرهابَ فكراً
و غَذّينا عقولاً مُحْقِنينَا
شروراً أثمرتْ هذا التباكي
على فكرٍ أضرَّ العالمينَ
فوجهُ الحقِّ مَذمومٌ لدينا
كأعرابٍ و لسنا نادمينَا
و روحُ العدلِ مَخذولٌ ذليلٌ
على إيقاعِهِ عشنا سنينَا
إذا قَيّمْتنا فاحذَرْ أذانا
أذى العدوى لأنّا مُفْسِدونَا
فكمْ مِنْ موقعٍ للجهلِ فينا
على ظهرِ اختيالٍ تَلتَقينَا
لقد كُنّا و مازِلْنَا و نبقى
متى قيّمتَ فكراً مُفلسينَا
و يبقى فخرُنا يحكي هَوانَاً
و نمشي نحوَهُ مَشيَ الهُوَينَا
سيبقى جَهلُنا مادام فينا
إلهُ الخوفِ مَعبوداً لعينَا
و يبقى عقلُنا مِنْ دونِ فعلٍ
يشلُّ الخوفُ روحاً مِنْ يَدَينَا.