تمرّدُ شاعر
أنا شاعرٌ مُتمرِّدٌ و شُجاعُ
مُتأبِّطٌ قدري و لا أرتاعُ
خَبِرَ الحياةَ تجارباً و معارفاً
عَشِقَ الحقيقةَ و السّلاحُ يراعُ
أنا شاعرٌ مُتفاخرٌ بصراحتي
و وضوحِ فكريَ ما عليَّ قِناعُ
فضميرُ شعريَ صادقٌ مُتوَثِّبٌ
لِنِزالِ جهلٍ و الحياةُ صراعُ
و إذا الوضوحُ أطاحَ فكرةَ جاهلٍ
فسعى يُنافقُ و الشّعورُ ضياعُ
فَمِنَ المؤكّدِ أنّ ردّيَ صارمٌ
يضعُ الحدودَ لِمَنْ هواهُ خِداعُ
أبتِ الصراحةُ أنْ تسايرَ موقفاً
جَحِدَ اليقينَ تجاهُلاً يبتاعُ
سِيَرَ النفاقِ مُرَوِّجاً لِهُرائها
و لدى المنافقِ لن يدومَ شِراعُ
ستُزالُ عنْ أفقِ انغلاقِهِ غيمةٌ
و تُهَدُّ مِنْ سَفَهِ الغباءِ قِلاعُ
أنا شاعرٌ و على الجهالةِ ثائرٌ
و عنِ الحقيقةِ و الصّوابِ دفاعُ
أتكلَّفُ الثمنَ المُعَدَّ لوِقفتي
و أنا بِمَعْتَركِ النزالِ مُطاعُ
أنا شاعرٌ و مذاقُ حرفيَ طيّبٌ
و بسحرِ فنِّهِ منطقٌ و طِباعُ
فمتى قرأتَهُ مرّةً بتفهّمٍ
ستعيشُ متعةَ ما شَجَا الإيقاعُ
و تظلُّ ترغبُ أن تُعيدَ قراءةً
و بكَ التلهُّفُ أنْ يُعادَ رُباعُ.