جمالُ الشّعرِ يرقى بالكلامِ
و بالوزنِ اتّزاناً و المقامِ
يخوضُ البحرَ بحّاراً خبيراً
غنيَّ الفكرِ ممشوقَ القوَامِ
بهيّ الوجهِ مُخضرَّ العطاءِ
رقيقَ اللفظِ منشورَ الغمَامِ
على آفاقهِ النفسُ انشراحٌ
و في إيقاعِهِ عشقُ الغرامِ
يغوصُ الشعرُ للأعماقِ يُسراً
إلى المعقودِ مِنْ نظمٍ مُرامِ
لكي يُحيي مزاجَ الناسِ طيباً
و هذا الفعلُ مِنْ شأنِ الكرامِ
و قبلَ البوحِ بالآياتِ منهُ
و قبلَ البدءِ في ردِّ السّلامِ
يكونُ المدُّ قد أرخى وشاحاً
مِنَ الحسناءِ في أرقى احترامِ
لأنّ السحرَ و الأنثى سبيلٌ
إلى نظمِ القوافي بالتمامِ
بهذا الوصفِ مملوكُ الزمامِ
و مختارٌ مِنَ الأوصافِ معنىً
و لن يحلو بغيرِ الاهتمامِ
بهذا النوعِ مِنْ وصفٍ طليقٍ
بما في الشعر من وزنٍ لبحرٍ
و يبقى الشعرُ مِنْ عامٍ لعامٍ
خليلَ القلبِ لا يخبو بعامِ
إذا ما جَدَّ جَدٌّ مِنْ زُحامِ.