قلبُ الشاعر
زِدني بحبّها يا فؤادي تأثُّرَا
عشقاً بمنطقِ ما تراهُ و ما أرى
و لقد سألتُكَ عن مشاعرِيَ التي
تشكو الحنينَ و لا تريدُ تأخُرَا
يا قلبُ إنّكَ قد عرفتَ مذلّتي
و رأيتَ مِن ألمِ المرارةِ أبحُرَا
و عرفتَ مُبْتَدَأَ القواعدِ لعبةً
و جعلتَ مِنْ ضجري البكاءَ لأُعْذَرَا
خُذْ منْ متاعبِ قسوةٍ بعض الذي
فتكتْ بهِ و اللحظُ شاءَ و أشْهَرَا
سيفاً شديدَ الفتكِ إخترقَ الجوى
و أراهُ عند حقيقةٍ قدراً جرى
فَدُهِشتُ مُنعَقِدَ اللسانِ بسحرِها
و جلالُ هذا السّحرِ جاءَ مُخَبِّرَا
صدقَ المُنجِّمُ عندَ قولِهِ إنّني
سأظلُّ أرسمُها الحياةَ مُصَوِّرَا
و أظلُّ أطبعُ فوقَ وجنةِ جيدِها
قُبَلاً تُحلِّقُ بالصبابةِ أدْهُرَا
فبها المحاسنُ و المفاتنُ روعةٌ
و لذا تراني مُهلّلاً و مُكَبِّرَا
فلقد شربتُ مِنَ الشفاهِ مُدامَها
و لقد عبرتُ مِنَ المحاسنِ مَعبَرَا
تركَ انطباعَهَ رغمَ كلِّ قطيعةٍ
سيكونُ لي فرجٌ و أعبثُ شاعِرَا
فأنا الأديبُ على مقاصدِ شعرِهِ
كُتِبَ الغرامُ بحِنكةٍ مُتَعَطِّرَا
و على توازنِهِ الحروفُ تراقصتْ
ليكونَ سحرُها بالمغانمِ أوفَرَا
فإذا المجرّةُ مَسكنٌ لجنونِنا
و إذا المعاقِرُ قد ملأنَنا أَلْتُرَا.