صريعُ سحرِها
من البحر البسيط
يا بلبلَ الحسنِ يا تغريدَ قافيةٍ
في لينِ سحركِ إغراءٌ و إثراءُ
ما دلّني القلبُ في تبريحِ لهفتِهِ
إلاّ عليكِ لكي تهتاجَ أحشاءُ
لو كانَ وجهُكِ صوبَ الشّمسِ لانتعشتْ
شمسُ الظهيرةِ فالإشراقُ آلاءُ
يا كوكبَ الصّبحِ و الأنوارُ مشرقةٌ
في مقلتيكِ رضىً مُغرٍ و إيماءُ
إنّي اصطفيتُكِ مِنْ بين الألوفِ هوىً
و الشعرُ يرسمُ ما تبديهِ أشياءُ
هذي الرشاقةُ في عزفِ الغناءِ لها
وزنٌ يُنافسُ ما بالشّعرِ غنّاءُ
روضُ الخميلةِ و الأسحارُ في ألقٍ
زادَ الصفاءَ بها ما منكِ لألاءُ
لي بالمناسكِ تشريعاتُ مُختَرِعٍ
بيضُ المواهبِ و الإبداعُ إحياءُ
نِعمُ الجوابِ بها إنْ شئتَ تسالني
هذي القصيدةُ بالتوضيحِ غَرّاءُ
قد نالَ أجرَها مُستوفٍ لرقّتِها
عذباً يُداعبُ و الأخلاقُ شمّاءُ
أودعتُ قلبَها أنفاسي و رائحتي
أرعى شجونَها و الراياتُ بيضاءُ
تيّمتُ قلبَها و الإحساسُ يأخذُني
في نشوةٍ غلبتْ و العشقُ أصداءُ
أرختْ جدائلَ سحرٍ كي تداعبَني
رِفقاً فتمرحَ في الأرجاءِ أهواءُ
باركتُ فعلَها و استمتعتُ منتشياً
غابَ الصباحٌ خُطىً, و اختالَ إمساءُ
إنّي صريعُ هوىً مِنْ سحرِ فاتنةٍ
و السّحرُ مشتعلٌ مهواهُ حسناءُ
أدركتُ أنّني لن أنجو بقافيتي
قد ضلَّ آدمُ و الأسبابُ حوّاءُ.