المحاور الفاشل
من بحر الوافر
أَجِبْ قلمي بما يجبُ الجوابُ
إذا رغبَ الخصومةَ مُستعابُ
فحقُّكَ أنْ تردَّ لهُ جواباً
يكونُ بهِ لنزوتِهِ العقابُ
فكلُّ إساءةٍ و لها ارتدادٌ
و كلُّ جريرةٍ و لها حسابُ
متى التزمَ المحاورُ باحترامٍ
فما انطلقتْ تواجهني سِبابُ
و لا انفسختْ بواطنُ محتواهُ
فبانَ رذيُلها و بهِ الحِرابُ
و لا انغلقتْ بوجهِنا مُعطياتٌ
وَضُحَتْ معالمُها و بابُ
بفعلِ مناوراتِهِ دونَ جدوى
أحاطَ بعقلِهِ الخَرِفِ الحجابُ
فما استمعَ الحوارَ و لا وعاهُ
فظلّ يلوحُ في الأفقِ الخرابُ
تحاولُ أنْ تُعلّلَ كلَّ طَرحٍ
فيرتبك المحاورُ لا جوابُ
لأنّ مُحيطَ عقلِهِ في جمودٍ
و فكرُهُ ما يُكَبّلُهُ ارتيابُ
يظلُّ يحومُ في فلكٍ بعيداً
لخوفِهِ لا ينادمُهُ الصوابُ.