النقدُ و حرّيّةِ الرأي
 
 كلُّ إنسانٍ بما يختارُ حُرٌّ
 مِنْ قناعاتٍ و مِنْ دينٍ و مَبدأْ
 
 ليس لي حقٌّ و لا حَقٌّ لغيري
 أنْ يُعاديهِ و مَنْ قد ظنَّ أخطأْ
 
 فَلْيَسُقْ بُرهانَهُ يأتي دليلاً
 ثابتَ الأركانِ لا بالشخصِ يَهزأْ
 
 ربّما للبعضِ أفكارٌ يراها
 معدناً صِرفاً قويّاً ليس يصدأْ
 
 إنْ رأيتَ العيبَ في هذا و ذاكَ
 مِنْ قناعاتٍ و قد عمّقْتَ تقرأْ
 
 أظهِرِ المَنقوصَ و النُقصانَ فيهِ
 واعياً حُرّاً جريئاً لستَ تَخْسَأْ
 
 ليس نقدُ الفكرِ و الأديانِ كفراً
 إنْ أتى للمنطقِ المعقولِ أنشأْ
 
 باعتقادي النقدُ للمغلوطِ حَقٌّ
 فالسكوتُ المُزدري للحقِّ أسوأْ
 
 إقبَلِ النقدَ الذي لا ذَمَّ فيهِ
 و اعْتَرِضْ عَمّا تراهُ النقدُ أخطأْ
 
 لا تذمِّ الشخصَ شخصيّاً و حاوِرْ
 رأيَهُ المَطروحَ كي تشفى و تَبْرَأْ
 
 مِنْ دواعي الجهلِ في أعماقِ فكرٍ
 و الذي في بطنِها يبدو مُعَبّأْ
 
 إنْ رفضتَ النقدَ قطعيّاً فأنتَ
 صِرْتَ كالمخمورِ مِنْ سُكْرٍ تَقَيَأْ.