إذا الشّعبُ يوماً, تحدّى الحياةَ
بقلبٍ شجاعٍ و بُعدِ النّظَرْ
و عزمٍ أكيدٍ و حَزمٍ شديدٍ
فلا شكَّ, حَتماً ينالُ الظّفَرْ.
هُواةُ الكراسي, طُغاةُ الشّعوبِ,
تَمادوا كثيراً بنَشرِ الخبرْ
و زادوا اعتداءًا و ظلماً جباناً,
و عاثوا فساداً, أضَلُّوا البشَرْ.
إذا الشّعبُ هبّتْ قُواهُ, استعدّتْ
و قالتْ بصوتٍ, قويِّ الأثَرْ
مَلَلْنا خضوعاً, سئمنا وعوداً
صبَرنا طويلاً, خَبِرنا الحُفَرْ
و خوفٍ عظيمٍ لِمَنْ قد أمَرْ
بِسَجنِ العقولِ و قَتلِ القلوبِ,
و نَفي الأماني, و ردمِ البَصَرْ.
فمهما استبدّتْ, و أرختْ ظلاماً
طُغاةُ الشّعوبِ, سيقضي القدَرْ
بِحُكمٍ مدينٍ لِجُورِ الطغاةِ,
و عَدلٍ بنصرٍ طويلِ العُمُرْ.
رأينا شعوباً, أفاقتْ و هبّتْ
و هزّتْ عروشاً, فزالَ الكَدَرْ
و أخرى ستحذو كهذي الشعوبِ,
تجيدُ انتصاراً, يزيلُ الأثَرْ.
إذا الشّعبُ لبّى نداءَ الضميرِ,
سيحيا عزيزاً’ غنيَّ العِبَرْ.
حَذارِ.. حَذارِ مِنَ المُستَغِلِّ
و مِمّنْ سيُبقي لشعبٍ ضرَرْ.
هنيئاً لشعبٍ, أزاحَ الطغاةَ,
و هذا برأيي الهوى المُعْتَبَرْ
إذا الشّعبُ فعلاً, أرادَ الحياةَ
فما مِنْ مُعيقٍ, و مهما كَبُرْ
سيقوى عليهِ بغَصبٍ و قَهرٍ.
إذا الشّعبُ ثار, أذابَ الحجَرْ
و أجلى ظلاماً و ظُلماً بغيضاً,
تخطّى حدوداً, و أدنى القمَرْ.