قالوا عزيزي إنّ نظمَ الشّعرِ
لم يُغنِ يوماً, أو يقِ مِنْ فَقرِ.
جئتمْ كلاماً صادقاً, واللهِ,
إنّي بما أعلنتموهُ, أدري.
لم يغتنِ شخصٌ مِنَ الأشعارِ.
أصحابُها عاشوا بوضعٍ مُزرِي.
قلتُ افهموني, حاولوا استيعابي
إنّ اعتناقي الشّعرَ, أمرٌ مُغرِ
أدري يقيناً, دونَ أدنى شكٍّ,
أنّي سأبقى دائماً في فَقري
ما مِنْ سبيلٍ, أو غنىً عَنْ شعرِ
في قمقمٍ, أو في حنايا صدري
إنّي أعيشُ الشّعرَ في أيّامي
نبضاً طليقاً, مثلَ ضوءِ الفجرِ
حرفاُ بهيّاً, في حضورِ السّحرِ.
همّي أعيشُ الشّعرَ حتّى الموتِ,
فالشّعرُ في أعضاءِ جسمي يجري
و الشّعرُ في آفاقِ عمري شمسٌ
ظلّتْ على الإشراقِ, عندَ الفِكرِ.
إنْ جئتُ يوماً راغباً في صمتٍ
عنهُ, فذا مِنْ مُعطياتِ الكُفرِ.
لستُ أريدُ المالَ مِنْ أشعاري,
إنّي قَنوعٌ صامدٌ كالدّهرِ
أبقى وفيّاً, بالتزامِ الشّعرِ
في عدلِهِ المحسومِ, عندَ الأمرِ.