لغةُ الحروف
صَعِدَ الخيالُ إلى الخيالِ يَتوقُ
و على ارتكازِ خواطري مَمشوقُ
يَرِدُ البلاغةَ مِنْ بحورِها شارباً،
للشّمسِ يطمحُ، و الصّفاءُ عُروقُ.
أَوَليسَ للعبقِ اللذيذِ تَواجُدٌ،
ليُعَلِّلَ الشّفقَ الرّقيقَ رحيقُ؟
فكأنّما اجتمعتْ مصادرُ حكمةٍ،
و كَأنّما استرقَ الجمالَ شَقيقُ.
شَرِبَ الغَمامُ صبابةً بحروفِنا،
سَكِرَتْ كرومُهُ، فاشتهاها عتيقُ.
أمَلٌ تسربلَ بالنفوسِ وَداعةً،
فَهوَى معالمَ أحرفي التحليقُ.
صَعِدَ الخيالُ، يشدُّني لطموحِهِ،
و صفا التنادمُ بيننا و طَريقُ
وقفَ التأمُّلُ، يستفزُّ مشاعري،
و طَغى بروعةِ مُشتهاهُ عَشيقُ
عَشِقَ الحروفَ مُنادِماً، فتنهّدتْ
لغةُ الحروفِ، و قد كواها حَريقُ.