أسَفي على زَمَنٍ عَلاهُ غُبارُ
فسطا ببطشِهِ حاكمٌ و حِمارُ
و غدَتْ حقيقتُنا الجليلةُ باطلاً.
سُرِقَ الجمالُ، و دِيرَ منهُ مَدارُ.
أسفي على كُتُبٍ، تُفَسِّرُ نَصَّها،
تَجدُ العواصفَ، ليسَ يأمَنُ جارُ
فأذىً يُكَحِّلُ جفنَ نَصِّها مُجرِماً،
و حُقودُ داعيةٍ لها تَيّارُ.
أسفي على خُلُقٍ تهلهلَ شأنُهُ،
فتساقطتْ قِيَمٌ، و حُلَّ إزارُ
و تعاقبتْ فِتَنٌ تؤجِجُ نارَها،
و تآمرتْ شُعَبٌ، فغابَ نهارُ.
أسفي على صوَرٍ، تراها كئيبةً
لجرائمَ اقتُرِفتْ، يصيبُكَ عارُ
و تراجمٌ فشلَ المُترجمُ أن يرى
جُمَلاً يُعَبِّرُ صدقُها، فيَحارُ.
أسفي على خِدَعٍ تُمارَسُ، لا ترى
يَثِبُ الضميرُ مُحاسباً، و يَغارُ.
أسفي على عُقَدٍ، تُزَيِّنُ عُمقَنا.
فُقِدَ الوَقارُ، و أينَ مِنّا وقارُ؟
أسفاً على كَذِبٍ، ينادِمُ يومَنا،
لأقولَ قد صنعَ النفاقَ كِبارُ!