المجنون العاقل
دَنا المجنونُ في يومٍ
مِنَ الأيامِ مِنْ عاقلْ
و كان الجوُّ مشحوناً
لقولٍ تافهٍ نافلْ
أتاهُ الجاهلُ الفظُّ
بردِّ الشّتمِ: يا سافِلْ
لِمَ لمْ تحترمْ عمري
و عقلي القاصرِ العاطلْ
و وضعي المُضحِكِ المُزري
و حظّي العاثرِ المائلْ؟
سَخِرتَ اليومَ مِن عقلي
و بين الناسِ يا غافِلْ
ألا تخشى منَ اللهِ
القديرِ الحاكمِ العادلْ؟
أعاني مشكلاً، أعيا
أطبّاءً بلا طائلْ
لقد أذّيتني جِدّاً
بهِزأ ساخرٍ قاتلْ
و قولٍ أحمقٍ مؤذٍ
و حكمٍ جائرٍ باطلْ
كأنّي لستُ إنساناً
و عندي الحسُّ كالعاقِلْ!
جنوني هذا مِنْ شأني
و لا يعنيكَ بالكاملْ
أتدري كلُّنا يوماً
سيمضي مِنْ هنا، زائلْ؟
سَخِرتَ اليومَ مِنْ ضعفي
و من حالي و ما فاعِلْ
حصدتَ الأجرَ مِنْ ناسٍ
بتحصيلٍ لهُ حاصِلْ
و لكنْ ما سيأتيكَ
فما سهلٌ و ما ساهِلْ
مِنَ الربِّ الذي يدري
شئونَ الخَلقِ يا جاهِلْ!