مسارُ الحياة
ربُّ البريّةِ جاءَ الخَلقَ أجسادا
أعطى المداركَ تنويراً و إرشادا
كي تُدركَ الناسُ ما المَقصودُ مِنْ خَلقٍ
تحيا الطهارةَ و الإيمانَ إعدادا.
هذي الحياةُ لها دربٌ و مَنْ فيها
عاشوا المسيرةَ أجناداً و قُوّادا
عاشوا الحقيقةَ و الأهواءَ في آنٍ.
جاؤوا الطبيعةَ زوّاراً و رُوّادا
يقضونَ فيها هوىً مِنْ بحرِ آمالٍ
سعياً يُحقِّقُ للإنسانِ إسعادا.
البعضُ يغرقُ في أهواءِ لذّاتٍ
يستعذبُ الشّرَّ إشعالاً و إيقادا
مِنْ كُلِّ نوعٍ ترى صنفاً و أصنافاً
لا تحقنِ النفسَ إبغاضاً و أحقادا
فالربُّ أكرمَ في حبٍّ و أعطانا
روحَ المحبّةِ, لا تأتيها إبعادا.
أعطى المداركَ آفاقاً مِنَ العلمِ
زادَ المعارفَ يجلو منها أبعادا.
نقِّ الضمائرَ مِنْ أهواءِ أحوالٍ,
و امنحْ سلامَكَ مِعطاءً و جَوّادا.
هذي الخليقةُ إنْ تبقى على حبٍّ،
فالكلُّ يسعدُ، أولاداً و أحفادا!