حياءُ الأنوثة
خُلِقَ الحياءُ لطبعِ حلوتيَ التي
طفَحَتْ ملامحُ وَجنتيها بهاءَ
فتألّقتْ ببديعِ سحرِها روعةً
بلغَ الحياءُ أرقَّهُ, فأضاءَ
و تكلّمتْ لغةُ الورودِ فعطّرتْ.
منحَ انتعاشُها مقلتيَّ صفاءَ.
ضَحِكَ الرّبيعُ مناجياً و مُقَبِّلاً
دُررَ البهاءِ تلهّفاً و عزاءَ
و هفا لطلّتِها الحبيبةِ وجهُهُ
ألَقاً, فسطَّرَ للحياءِ ثناءَ
مُتلهّفاً لعناقِ رقّتِها، اشتهى
غزلاً يعانقُ مُشتهاهُ سماءَ.
صَفتِ السّماءُ حلاوةً و طراوةً
و سرى الهواءُ مُلامِساً أفياء.
و على هوى إيقاعِ نَغمَتِهِ شدا
نغمٌ يُهَلِّلُ للحياءِ هناءَ
و مواكبُ الأزهارِ يفردُ سحرُها
خجلاً، فَيُحْسِنُ للدلالِ أداءَ.
و جماعةُ الأطيارِ يسعدُها الرّضا
فتواصلُ النغمَ الحنونَ غناءَ.
خُلِقَ الجمالُ لأجلِ وجهِها كلُّهُ.
نِعمُ المسرَّةِ تستجدُّ عطاءَ.
تتآلفَ الجُمَلُ الرّشيقةُ، نظمُها
يَهِبُ المشاعرَ رِقّةً و ثراءَ.
خُلِقَ الجمالُ لأجلِ وجهِكِ حلوَتي
أَ مِنَ المؤمّلِ أنْ أنالَ لقاءَ؟
فإلى جمالِكِ، لا يظلُّ يشدُّني
حُلُمٌ يُجَدِّدُ رغبةً و رجاءَ.
سأظلُّ أحملُ ضمنَ خافقيَ الهوى
أملاً، و أرفعُ رايةً و لِواءَ.