شكرا عزيزي موسى على هذه المشاعر الطيبة و هذا الحماس المتفاعل مع كل حرف من حروفك معنى. إني عرفت البطل ملكي بسنة شخصيا و جلست معه ليالٍ كثيرة و نحن نتحدث, حين تم تعيين معلماً لمدرسة الممدوحة (تربكاية) و كانت المدرسة بعيدة بعض الشئ عن القرية فخاف الأهالي عليّ و رجوني ألا أنام في المدرسة خوفا على حياتي من القاشاغجية (المهربين) و قطاع الطرق, لكني أصريت على النوم في المدرسة, أعطاني المرحوم جفتة (بارودة صيد) و قال متى تعرضت لأي شئ, أو أحسست بالخطر, أطلق الرصاص لكي نحضر لنجدتك. و قد لمست منه و من أخيه عيسى كرماً أخلاقيا كبيراً, و محبة. إنها أيام لا تنسى. كنت أنظر إلى شاربيه الكثيفين و المرتفعين علامة شموخ عميق في نفس هذا الشخص و إلى تجاعيد وجهه التي عركت الحياة و عاركت المصاعب و الأهوال بقوة و شجاعة و بأس. لقد نشرنا عن البطل ملكي بسنة سيرة ذاتية له في موقعنا قبل سنوات و شارك فيها حفيده العزيز كبرو عبدو من هولندة. لقد سطّر حروفا خالدة في سجل السريان في ديريك و في قريته و القرى المجاورة فكان يهابه الخصوم و حاولت الحكومة التركية لأكثر من مرة اعتقاله و تم اعتقاله. لقد مات بطلا كما عاش بطلا و هو فخر لأمة السريان في ديريك. رحمه الرب و تغمد ثراه بالعطر و روحه بالخلود الأبدي في جنات النعيم حيث ربنا يسوع المسيح في مجده.
__________________
fouad.hanna@online.de
|