عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-01-2010, 12:17 AM
د. جبرائيل شيعا د. جبرائيل شيعا غير متواجد حالياً
Super-User
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 255
افتراضي هل نحن بحاجة إلى ثورة إصلاح في الكنيسة؟ .. للنقاش

هل نحن بحاجة إلى ثورة إصلاح في الكنيسة؟

تحية سريانية
تحياتي الحارة من القلب إلى كل المحبين الغيورين على مصلحة كنيستنا السريانية وأمتنا السريانية على حد سواء.
هل نحن بحاجة إلى ثورة إصلاح في الكنيسة؟
بكل صراحة وحقيقة، ومن منطلق مسئول ومحب وغيور ومتأثر بما يجري اليوم في صفوف قياداتنا الروحية والمدنية في الكنسية في كل مكان تواجدنا.
أقول نعم!!!!! إننا بحاجة إلى ثورة سلمية إصلاحية (طبعا ثورة روحية، إنسانية، ثقافية متحضرة، بدون سفك للدماء) في الكنيسة.
ما تعانية كنيستنا وأمتنا في هذه الأيام تشبه بحد ما إلى تلك الأيام القاسية والصعبة التي كانت تعاني منها في أيام النقاش البيزنطي الذي كان يهدد مصير الكنيسة والذي تحول إلى عداء وتقسيم وتباعد وتفتت وضعف وهذا هو حالنا اليوم منقسمين ومتباعدين وضعيفين.
اليوم نرى الكثيرون يلعبون بالنار وأقول بالنار الحارقة (من رجال دين وعلمانيين) التي تهدد مصير الكنيسة، وذلك أيضا بالرغم من وقوع الكنيسة في حالة مرض عضال ينخر في أعضائها من هرم القمة وإلى القاعدة الشعبية وهي تمر في حالة وظروف مأساوية لا يحسد عليها أقل واصغر تجمع.
نعم أنها تمر بمأذق حقيقي، في حالة صراع مع الواقع والواقعية.
وهناك هجمة خارجية للنيل منها والتخلص من وجودها.
هذا العصر لا يريح!!!
أحداث العالم تتفاقم وتفرض مسار وأهداف وأفكار على الجميع.
التيارات العالمية بمختلف تسمياتها تسير وتلعب لعبتها ومن تجرف معها فينساق حتى يعد عنصرا معاديا لما هو يحلم به (يقع فريسة سهلة).
تجري الرياح كما لا تشتهي السفن.
ولكن هذا واقع وأمر مفروض على المجتمعات من قبل القوى العالمية التي تمسك زمام الأمور بيدهيها وهي تحاول أن تقبضها في قبضة واحدة.
هذه الظروف والاحداث كلها تمزق الصف الواحد في الكنيسة وحتى في البيت الواحد.
هذا ما اريد أن اشير إليه هو أننا: نطلب من أنفسنا قضايا بعيدة عن مصلحتنا المستقبلية، ونتدخل بأمور أكثر من طاقتنا، لكنها تفرض علينا من قبل سياسة العصرنة والركض وراء التكنلوجيا والديمقراطية الهشة (التي هي فقط ديمقراطية بالاسم).
يا ريت لو نظر كل واحد منا إلى المستقبل ولا أقول المستقبل البعيد.
يا ترى ما سنرى ؟
وكيف نستطيع ان نعيش المستقبل؟
في مثل هذه الظروف التي تفرض على العالم بأسره أوامر من فوق واجبار الناس السير فيها وعليها.
هناك أفكار ونحن نسير عليها وهي في المستقبل لا تخدم مصلحتنا.
ننسى ما علينا من واجبات روحية إيمانية تعليمية، تنشئة مسيحية جديدة متطورة باساليب حديثة تقبلها الاجيال. ليس المقصود بتغير التعاليم بل في الاسلوب وطرق التعليم لتوصيل كلمة الرب كلمة الحق كلمة الإيمان إلى قلوب الناس.
ولكن الظروف هي التي تفرض نفسها، زللأسف نحن نستسلم لها وبسهولة.
أقول وبكل صراحة يجب أن نكون حذرين جدا جدا على كل كلمة نلفظها أو نكتبها أو أي فكرة نتبناها.
فهناك من يستفاد من خصامنا وتقسيمنا وضعفنا واندثارنا.
الحذر على كل المستويات.
نعم يا أخوتي
أن وضع كنيستنا اليوم من الناحية الإدارية والتنظيم والثقافة وحتى الروحانيان، الإيمان قد قل إلى مستوى جدا متدني.
وكما ذكرت أن الكنيسة مريضة بمرض عضال (الكنيسة لا تمرض ولا تعجز ولا تكل) وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. لكن من هم يسيروا دفة الكنيسة على الأرض هم المريضين والمتعبين.
يلزمنا أطباء ويلزمنا دواء .
أنني متأكد بأن الكنيسة تحوي بين طياطها وتحت اجنحتها أبناء صالحين أطباء حقيقيين قادرين على العلاج وتقديم الدواء الشافي.
لكن هناك من هم معارضون ويقفون في صف المواجهة ضد كل الحلول المجدية الصالحة.
تك المجموعة بالفعل هم قليلي الوعي والقصر بالنظر العقلي ومحبي الخلاف والعداء ومحبي الجلوس على الكرسي وعدم التخلي عنه (لأحد أفضل منهم)، وهم يفتكروا بأنهم أغنياء بمالهم القادر على تسيير وتحريك الدوما المتحركة على الكونترول (المالي).
منذ سنوات وأنا اشير إلى هذه الأمراض في الكثير من الرسائل الخاصة المرسلة إلى من لهم القدرة على أخذ القرارات، وكذلك عن طريق النقاش مع كل المستويات من كنيستنا من مطارنة وكهنة ورهبان وعلمانيين، بأنه يلزمنا ثورة في الكنيسة (اصلاح جديد).
مشاركة العلمانيين في قرارات الكنسية وبالأخص في النواحي الإدارية والمادية والتنظيمية ويترك الناحية الروحية الاهوتية للاكليروس المتخصص.
نحن أبناء الكنيسة السريانة يقع علينا واجبات جمة نريد أن نتحمل أعبائها مع رجال الدين، الكنيسة ليست لرجال الدين فقط، هي لكل المؤمنين.
لا يوجد كنيسة لرجال الدين فقط بدون شعب.
يجب دراسة الواقع بكل جوانبة وتشخيض المرض والأمراض التي تعاني منها الكنيبسة معا رجال الدين والعلمانيين.
الأحترام المتبادل وعلى كل المستويات.
النقاش الهادئ والمجدي.

د. جبرائيل شيعا
بيبرى 21.06. 2008


_________________
د. جبرائيل شيعا
Kulansuryoye.com
رد مع اقتباس