بهاءُ الشّعر
بهاءُ الشّعرِ، نستهويهِ أُنسا
فنسعى نظمَهُ، صمتاً و هَمسا
و نهوى عشقَهُ، نهفو إليهِ
شعوراً غامراً، يحتلُّ نَفْسا.
متى لا يأخذُ الشّعرُ ،الحياةَ
بما فيها مِنَ الأحداثِ، دَرْسا
بتبيانٍ و تَوضيحٍ و عَرضٍ
و شَرحٍ، لن يكونَ الشّعرُ عُرْسا.
لأنَّ الشّعرَ مخلوقٌ يُحِسُّ
همومَ الدهرِ و الإنسانِ، حسّا
و هذا مبدئي، فالشّعرُ عندي
جمالٌ يرتقي فَهماً و حَدْسا.
جمالُ الشّعرِ، لم يُخْلَقْ لوصفٍ
يسدُّ النفسَ، أو يغتالُ إنسا
كثيرٌ ينظمونَ الشّعرَ زيفاً
و تَمليقاً، فيختارونَ غِلْسا
و يرتادونَ أبوابَ افتراءٍ
ليضفوا مِن صفاتِ النعتِ قُدْسا
على أصحابِ جاهٍ، أو ملوكٍ
أباحوا الظلمَ، يستحلونَ نُكْسا
فكانوا في حياةِ الناسِ داءً
وبيلاً، مُطْبقاً قَهْراً، و نَخْسا.
فعيشوا، عندما تأتونَ شِعْراً،
بصدقٍ، لَنْ يُباعَ الصِّدقُ بَخْسا.
شعوري بامتعاضٍ، ما أراهُ،
أرى الأشعارَ، أعراباً و فُرْسا
تُجِلُّ الجهلَ، تُعلي مِنْ مقامٍ
لفكرِ الظلمِ، كي تعتدَّ جِرْسا
و فِكرُ الظلمِ، إجحافٌ بعدلٍ
و لن يسوى بسوقِ العَرضِ فِلسا
و نَهجُ الكِذْبِ، ممقوتٌ بغيضٌ،
و إنْ قيّمتهُ، لؤماً و نِجْسا.