تأمّلْ في نظام الكون
إذا آمنتَ، أنَّ الموتَ حقٌّ
على الإنسانِ، ما منهُ مَفَرُّ
و أنَّ الكونَ، في هذا النظامِ
دقيقٌ أمرُهُ، و الأمرُ سِرُّ
و أنَّ السرَّ في هذا النظامِ،
عظيمٌ، و هوَ باقٍ مستَمِرُّ.
متى آمنتَ، أنَّ الموتَ يأتي،
و يُقضى دونَ أمرٍ، أنتَ حُرُّ.
أرى في الموتِ إعلاناً أكيداً،
صريحاً واضحاً، ما فيهِ مُكرُ
بأنَّ الموتَ، لا يأتي جُزافاً،
بلا سُلطانِ مَفعولٍ، يُقِرُّ
أرى في الخلقِ و التكوينِ خيراً
جميلاً، لم يكنْ مهواهُ شَرُّ.
جميلٌ أن نعي الأسبابَ، نسعى
إلى فَهمٍ، فلا ينقادُ فِكرُ
إلى أضغاثِ أحلامٍ، و وهمٍ
لأنَّ العقلَ، لن يثنيهِ أمرُ.
تأمّلْ في نظامِ الكونِ، و اسألْ
سؤالاً واعياً، يأتيه شعرُ
أهذا الحسنُ، و الكونُ العجيبُ
و هذا العطرُ مِنْ وردٍ و سِحرُ
و هذا النظمُ في أرقى نظامٍ،
و هذا النطقُ، و النورُ المُسِرُّ
و هذي الدقّةُ الكبرى، لجسمٍ
لدى الإنسانِ، و الأحياءِ صِفرُ؟
أ جاءتْ كُلُّها، مِنْ غيرِ رسمٍ
و تخطيطٍ، كما يجترُّ كُفْرُ؟
أمِ التكوينُ مِنْ صنعٍ عجيبٍ،
يفوقُ الوصفَ، و الإثباتُ سِفرُ؟
نظامُ الكونِ في هذا الجلالِ،
و أمرُ الموتِ، إعجازٌ و نَصرُ
على أنَّ الذي أعطى، و يعطي
إلهٌ قادرٌ، حقٌّ و بِرُّ
إلهٌ ناطقٌ، حيٌّ أمينٌ
مُحِبٌّ، ليسَ يؤذي أو يضرُّ.