الخوفُ منَ الليل
بليلٍ، هادئٌ منه السّكونُ
هفا قلبٌ و لمْ تسلمْ عيونُ
مِنَ الحرمانِ مِنْ نومٍ لذيذٍ
فزادتْ لوعةٌ. هاجتْ شجونُ
كأنَّ الحالَ منّا في ضَياعٍ
و أنّ العقلَ أعياهُ الجنونُ.
سهرتُ كلَّ ليلي, و اشتعالٌ
رهيبٌ في معاناتي يكونُ.
حزمتُ شأنَ قلبي. قلتُ هيّا
تجَمّلْ صابراً، أنتَ المتينُ.
متى زادتْ عَنِ المعنى حدودٌ,
و هبَّ الخوفُ, تغريهِ الشئونُ
فإنّ الأمرَ لن يغدو بسيطاً.
شعارُ الموتِ ما فيه حَنُونُ.
تجلّدْ واثقاً أنَّ انهزاماً
و ضعفاً, فيهما حَتفٌ مَنونُ.
هدوءُ الليلِ فيه بعضُ موتٍ
متى استرختْ مِنَ الخوفِ الجفونُ
فهيّئ صاحبي إعدادَ نفسٍ,
و جَهِّزْ ما ترى فيه المُعينُ
هدوءُ الليلِ يأتي بانطباعٍ,
يشدُّ العينَ, تُغريها الفنونُ.
فحاولْ أنْ تُوازي بينَ ليلٍ
و بينَ الحِسِّ في فَهمٍ يُعينُ
و لا ترخي لخوفِ الليلِ جنحاً,
و إنْ لاحظتَ ما فيهِ يلينُ
فقد يحتالُ كي يأتيكَ غدراً.
جموحُ الليلِ فيهِ المُستكينُ
و فيه لذعةٌ للخوفِ تقسو
فوَازِنْ شاعراً منك اليقينُ
بأنَّ الليلَ ستّارٌ عيوباً.
كما قالوا، و قد تهوي الظنونُ.