أنا و بائعة الآلدي1
حيّيتُها و طلبتُ منها حاجتي
لم تلتفتْ و كأنّها لم تسمعِ
كرّرتُ ذلك رافعاً من نبرةٍ
للصّوتِ جاءت في دويّ المدفعِ
عابتْ عليّ الفعلَ قالت: استَحِ.
هل باحترامِ الناسِ لستَ بسامعِ؟
قلتُ: انفلقتُ لكونِ صمتكِ هالني
و أصابَ منّي كرامتي في مُوجِعِ
إنّي صرختُ عليكِ بعدَ تجاهلٍ
لكِ لم أرَ مِنْ بُدِّ في أن تُقمَعِي.
هذي الوقاحةُ لا يجوزُ لكِ بها
فعليكِ عن دعواكِ أن تتراجعي
و إذا استعرتِ بغيظِ حمقِكِ ليس لي
ذنبٌ فمنكِ تجاهلٌ قد يُفْقِعِ
سأروحُ للمسئولِ أشرحُ وضعَكِ
و أُريهِ حالَ تصرّفاتِكِ كي يعي
فإذا بقيتِ هنا كبائعةٍ أرى
أنّ الزبائنَ في هروبٍ مُسْرِعِ.
نَدِمَتْ على ما كان منها تصرّفاً
و رجتني قالتْ لا تُسيّلْ أدمُعي
فأنا أُعيلُ صغيرةً و كما ترى
إنّ الأجورَ على قليلٍ تُدفَعِ
و إذا فقدتُ وظيفتي قد لا أرى
أخرى فهل يُرضيكَ تُقلقُ مضجعي؟
حَزنَ الفؤادُ لما سمعتُ و دمعُها
يجري على خدّيها في مُتصارعِ.
قلتُ انظري إنّي سأسكتُ طالما
لن تأتي غيراً مثلَ ما جئتِ معي
إنّي عفوتُ عن السلوكِ فكلّنا
قد يُخطيءُ التقديرَ فيما يطمعِ.
فَرحتْ و قالت ربّي يحفظُ عمرَكَ.
فارقتُها و الحزنُ يملأُ أجمَعي
ثمّ استرحتُ لنبرةٍ من صوتها
أدركتُ منها الصدقَ في مُستَمتَعِ.
1- الآلدي: متاجر كبيرة و كثيرة الانتشار في أغلب الدول الأوروبية فيها مواد إعاشة و غيرها. صاحباه ألمانيان.