يعيش المسلمون في العالم العربي و الاسلامي دائما حالة ازدواجيّة المعايير ثم يتسابقون في رشق الغرب و غيره بهذه التهم التي تنخر في عظامهم حتى الصميم. إن من ينظر بدقة إلى وضع الأقباط في مصر و ما يعانونه من قهر و تعديات يومية و ترهيب و خطف و اعتداء و ما يحصل في العراق لمسيحييه و هم الأصل لشعب العراق يدرك بجلاء ماذا نقصد و عمّا نتحدث. إنّ الأحقاد الدينية ليست لدى إرهابيي هذا الفكر بل في أغلب شعوبه لأنها لا تفهم لغة الحوار و لا تقبل بالآخر و هي تريد العودة بهذه المجتمعات إلى ما كانت عليه في عهد الإسلام الأول و هو عهد ظلامي أسود دموي بحق المسيحيين و اليهود و بحق أنفسهم من خلال الحروب الدموية التي يتباهون و يتفاخرون بها على أنها أمجاد و بطولات فيما كانت إجراما منظما و مدروسا وانحطاطا فكريا وأخلاقيا لم تعرف البشرية مثله. شكرا يا فيليب لصرختك و علينا أن نتعلم من الماضي بأن الضعفاء لا تاريخ لهم و وجودهم ليس مسعبرا لأن القيم الإنسانية قد فقدت و ضاعت بوصلة الأخلاق. أضم صرختي لأخي قسطنطين فهو صادق و متألم مثل كل مسيحي في هذا الشرق العفن.
__________________
fouad.hanna@online.de
|