أنا الطودُ1
ما همَّ طوداً هبوبُ الرّيحِ ينتشرُ
فالطودُ يشمخُ و الأرياحُ تنحسرُ
ما عشتُ يوماً بظلِّ الخوفِ يأخذُني
عجزٌ يجمّدُ إزكائي و يختصرُ.
العمرُ حرفٌ عجيبُ السرّ تُدركُهُ
عندَ التوثّبِ لا يخفى لهُ الأثرُ
أطلقتُ عزمي فكانَ العزمُ يملؤني
فيضاً يقرّبُ أحلامي و يزدهرُ.
الطودُ صبري و إيماني و معتقدي
و الرّيحُ جملةُ أحقادٍ ستنفجرُ
قد تؤذي بعضي و لكنْ ليسَ تقتلني
فالطيشُ شخصٌ بما يأتيهِ ينتحرُ!
منّي الثباتُ الذي أجدى تمنّعُهُ
وردٌ يغازلُ آفاقاً بها الظّفَرُ.
الناسُ تدري سلوكَ السوءِ, تمقتُه
تسعى ابتعاداً و خِلُّ السوءِ يحتضرُ.
أُهديكَ علمي عساكَ اليومَ تبلغُهُ
فهماً ينوّرُ. فيهِ الحلمُ و الدررُ
أُهديكَ صبري لأنّ الصبرَ يوصلُكَ
برَّ الأمانِ سلاماً. إنّنا بشَرُ
قد نؤذي بعضاً و لكنْ عندما يقفُ
بحرُ المطامعِ عن مدٍّ به خطرُ
نرقى كخلقٍ يكونُ الخيرُ مجمعَنا
و يرحلُ الحقدُ و الأطماعُ تنقبرُ.
1- الطود: هو الجبل العظيم.