عندما يأتي المساءُ
عندما يأتي المساءُ
و ارتعاشُ القلبِ يظهرْ
و اشتهاءُ النفسِ يقوى
و انتماءُ الرّوحِ يكبرْ.
عندما تأتي الظروفُ
بالذي يغري و يغدرْ
عندما تحنو الليالي
و الجمالُ الحلوُ يخطرْ
عندما تسمو النفوسُ
عندما الأفكارُ تُثمِرْ
عندما الأيامُ تجلو
غمّةً تصفو و تعبرْ
عندما الإنسان يعلو
فوقَ روحِ الشرّ يقطرْ
فكرُهُ المُعطي مليحاً
عند وهجِ الحزنِ يصبرْ
عندها الإنسانُ يمسي
نصفَ ربٍّ قلْ و أكثرْ
يُدركُ المعنى فيأتي
ما لهذا المعنى ينشرْ
عندها الإنسان يأتي
عودةً للهِ تغفرْ
كلّ آثامِ الخطايا
يعتلي نصراً مؤزّرْ
يحتوي الأزمانَ فيه
منها ما ولّى و سفّرْ
منها ما لم يأتِ بعدُ
منها ما في الحالِ يشعرْ.
عندما يأتي المساءُ
و السؤالُ المرُّ يصدرْ
ما الذي منْ خيرِ جئتَ؟
ماذا مِنْ شرٍّ و مُنكَرْ؟
ماذا منْ فعلٍ أتيتَ
أو صنيعٍ قد تخثّرْ؟
هكذا عند المساء
تكبرُ البلوى و تسعَرْ
عندها لا شيء يجدي
غير ما الإنسانُ قدّرْ
إنْ بخُلقٍ أو بفعلٍ
أو بعونٍ أو بمصدرْ
منْ مَعينِ الخيرِ كانَ
هذا ما يأتي و ينصرْ!