[fouadzadieke]

[QUOTE]وسوف أختم مقالى هذا بنكتة كنا نتناولها قبل عصر التكفير:
وتحكى أن صبيا جميلا قد خرج جريا من المسجد متجها إلى كنيسة مجاورة، وهناك قابل "أبونا" القسيس وكان الصبى ينتفض رعبا، ودار بينه وبين القسيس الحوار الآتى:
- إيه مالك يابنى.. فى إيه؟
- شيخ الجامع إللى ع الناصية؟
- الشيخ حسن ؟ إيه ماله؟
- كان عاوز يعتدى علىّ وقال لى:"بس ضرورى تتوضأ الأول"!
- لأ.. مالوش حق الشيخ حسن، تعالى يابنى عندى فى الأودة من غير وضوء!! [/QUOTE]
أشكرك أخي فهمي على هذا الرابط المفيد و الذي كشف اللثام عن وجه ظاهرة خطيرة في المجتمعات البشرية. قد تكون للبعض وجهة نظر تختلف عن الآخرين و هذا أمر طبيعي لكني أستطيع أن أجزم بأن التكوين الأخلاقي لا يستند فقط على التوجيه الديني بل هو حصانة شخصية للأفراد تنجم من خلال ثقافتهم و اكتسابهم المعارف الحياتية التي تحدد لهم أنماط معينة من سلوكياتهم فإما أن تكون سلبية مرفوضة أو هي تكون إيجابية مقبولة. أنا شخصيا لا أرى البتة أي مانع من أن تكون هناك ممارسة للجنس بين الجنسين قبل الزواج و هذه نظرة شخصية أرجو أن لا يصار إلى إخضاعها إلى مفهوم ديني. فقد كنت قبل قليل في مشاهدة مع برنامج الأستاذ جوزيف عيساوي الرائع على قناة الحرة مع الروائي المصري رؤوف مسعد و قد تطرّق إلى هذه الظاهرة و أجاب بصراحة عندما سأله المذيع جوزيف: أنت لك ابنة تدعى يارا هل تسمح لها بأن تمارس الجنس قبل الزواج؟ فقال إن ابنتي تسكن منفصلة عني و عن زوجتي و جسدها ملك لها و قال لا يجب أن نفرض المنع و الحرم الخ. و كما يبدو من نص الرابط فإن الحرمان و المنع و الضغط يولّد الكثير من المشاكل التي و إن لم تظهر لأسباب الخوف فهي تقبع في أعماق النفس و الفكر و هي تنتظر فرصة سانحة لها لتخرج منفجرة بدون كونترول و هنا ستكون المصيبة أكبر. إن مجتمعاتنا الشرقية قاسية في معاملة البنات في هذه الناحية و تشهد على ذلك الآلاف من جرائم الشرف التي تحدث هنا و هناك كل يوم تقريبا في هذه المجتمعات و كل هذا أسبابه الضغط و الحرمان و المنع و غيره فهل حلّت هذه الجرائم المرتكبة بحق الضحايا هذه المشكلة أم أبقت عليها بل و جعلتها تستفحل أكثر؟
علينا أن نعي واقعنا على النحو الصائب و أن نعرف أسباب مشاكلنا و مشاكل مجتمعاتنا و نسعى بدون خوف و بعيدا عن الترهيب و التكفير و التخوين لكي نعالج هذه المشاكل و إلا فإنه سوف تستفحل و تذهب بالمجتمعات إلى حافة هاوية و تضعها على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في كلّ لحظة.